وعقب تفجيرات طالت قاعدة جوية روسية في شبه جزيرة القرم، نقلت صحيفتا “نيويورك تايمز” و”واشنطن بوست” الأميركيتان عن مسؤولين أوكرانيين قولهم إن بلدهم مسؤولة عن الهجوم، بينما رفضت الحكومة التأكيد.
وعقَّب الرئيس الأوكراني بأن هذه التصريحات “غير مسؤولة بصراحة”، آمرا، مساء الخميس، المسؤولين بالكف الفوري عن التحدث للصحفيين عن التكتيكات الحربية، حسب “رويترز”.
وعن طبيعة التكتيكات الأوكرانية الجديدة، يقول الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، إن كييف تحاول “اتباع أسلوب الأرض المحروقة بعد الخسائر التي مُنيت بها في الشرق والجنوب، للحفاظ على زخم ما تسميه (المقاومة)، ولسحب بعض العتاد الأوروبي والأميركي”.
وأوضح مينيكايف أن التصعيد الأوكراني والتغير الملحوظ في بنك الأهداف، حصل نتيجة انسحابات الجنود الأوكرانيين، فهي تعتمد الآن على نشر ما أسماهم “الجواسيس” لتنفيذ ضربات صاروخية بالأنظمة الأميركية لضمان أقل خسائر في جنودها، أو التعرض لانسحابات جديدة.
وأشار الخبير الروسي إلى ما أسماه بـ”المغامرة غير المحسوبة” من كييف بعد استهداف مفاعل نووي في زابوريجيا، قائلا: “كل تلك التحركات الجديدة محاولة يائسة لتدمير البنية التحتية لجميع النقاط التي تقع تحت السيطرة الروسية”.
ومع تغير بنك الأهداف، قصفت كييف، للمرة الثانية، جسر أنتونوفسكي في مدينة خيرسون، وحسب تصريح المتحدثة باسم القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية ناتاليا غومينيوك، للتلفزيون الأوكراني، فإن “الضربات التي نفذناها على مدى عدة أيام حققت نتائج، والتأثيرات ضخمة على جسري أنتونوفسكي وكاخوفسكي”.
وتأتي أهمية جسر أنتونوفسكي كونه يمثل ممرا رئيسيا للإمدادات، لأنه الجسر الوحيد الذي يربط خيرسون بالضفة الجنوبية لنهر دنيبر.
من جانبها، شنت القوات الروسية في خيرسون حملة مداهمات بعد كشف شبكة تعمل على رصد الأهداف لضربها من جانب كييف.
تجنب المواجهة المباشرة
وترى الباحثة في الشؤون السياسية سمر رضوان، أن تغيرا ملحوظا يحدث في التحركات العسكرية لكييف، حيث اعتمدت بشكل كامل على المسيّرات المفخخة والصواريخ الأميركية دون الدخول في مواجهة مباشرة.
غير أن نائبة رئيس تحرير مركز “رياليست” للدراسات ومقره موسكو، تتوقع عدم استمرار تلك الاستراتيجية طويلا، نظرا للمكاسب الروسية على الأرض، بخلاف أن العقوبات الغربية المفروضة على موسكو لم تؤتِ ثمارها التي كانت ترجوها كييف.
وفي ميدان الحرب السياسية لتطويق روسيا خارج أراضيها، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الغرب فرض حظر سفر شامل على الروس.
واستنكر الكرملين دعوة زيلينسكي، ووصفها بأنها مستفزة، قائلا إن أوروبا عليها في نهاية المطاف اتخاذ قرار بخصوص ما إن كانت ترغب في سداد فواتير “نزوات” زيلينسكي.
واعتبرت رضوان، أن دعوة الرئيس الأوكراني غير قانونية، ويستحيل تنفيذها، موضحة أن “عزل روسيا عن المحيط الدولي لن يحدث، والدليل هو العقوبات التي وصفت بالأضخم في التاريخ الحديث، ولم تعزل موسكو حتى الآن، بالعكس تماما، فالغرب وواشنطن عانيا من تلك العقوبات أيضا”.