محطات مهمة: في الواقع؛ شهدت مسيرة روتو؛ الذي شغل منصب نائب الرئيس لعشر سنوات؛ العديد من المحطات الصعبة قبل تمكنه من اعتلاء عرش الدولة الشرق إفريقية؛ المعروفة بشراستها الانتخابية؛ والتي تعتبر واحدة من أهم مراكز التجارة والمؤتمرات في القارة السمراء.

▪︎ولد روتو في العام 1966 في قرية سامبوت في مقاطعة الوادي المتصدع وعاش طفولة فقيرة اضطرته للعمل لساعات طويلة بعد اليوم الدراسي في بيع الدجاج والفول السوداني على قارعة الطريق؛ لكنه تمكن رغم ذلك من الالتحاق بجامعة نيروبي التي حصل فيها على شهادتي بكالوريوس والدكتوراة في علم النبات والحيوان.

 تسلل روتو إلى عالم السياسة صدفة حينما التقى في العام 1992 بالرئيس الكيني الأسبق دانيال أراب موي الذي اختاره لتولي أمانة صندوق حملته الانتخابية في ذلك العام. ومنذ ذلك الوقت بدأ روتو يشق طريقه بقوة داخل مؤسسات حزب كانو الذي كان يترأسه موي؛ وتولى في العام 2002 حقيبة الداخلية ثم عين في 2005 في منصب الأمين العام للحزب.

واستفاد روتو من التسوية السياسية التي اعقبت انتخابات العام 2007 المثيرة للجدل والتي تخللتها أعمال عنف دموية راح ضحيتها 1200 شخصا؛ حيث أصبح جزءا من ائتلاف حاكم تولى بموجبه حقيبة وزارة الزراعة ثم التعليم العالي قبل أن يصل إلى منصب نائب الرئيس في العام 2017 بعد انتخابات تحالف فيها مع الرئيس المنتهية ولايته اوهورو كينياتا.

▪︎في العام 2013 برز اسم روتو بقوة بعد مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تورطه في أعمال العنف الدموية التي أعقبت انتخابات العام 2007؛ واتُهم روتو بالتخطيط لجرائم ارتكبت ضد أنصار حزب الوحدة الوطنية الذي يتزعمه الرئيس السابق كيباكي؛ لكن المحكمة أسقطت تلك التهم في العام 2016.

▪︎خلال السنوات الماضية؛ واجه روتو عدة مزاعم بالفساد والاستيلاء على مئات الأفدنة من الأراضي السكنية والاستثمارية والزراعية؛ واتهم في عدد من قضايا الفساد التي شككت في مصادر أمواله التي تضخمت بشكل كبير خلال العقدين الماضيين.

▪︎ في العام 2018 بدأ روتو رحلة الترشح لمنصب الرئاسة؛ لكنه واجه عقبة كبيرة في بداية الأمر حيث تخلى حليفه كينياتا عن دعمه لخلافته واختار بدلا عن ذلك الوقوف مع منافسه أودينغا؛ متهما روتو بالخروج عن طاعته.

استراتيجية جديدة: في ظل النفوذ الكبير الذي يتمتع به كينياتا في أوساط الكينيين وما يمكن أن يشكله ذلك من دعم لموقف أودينغا؛ اضطر روتو لاختيار استراتيجية جديدة تميل أكثر إلى دغدغة مشاعر الفقراء الشباب الذين يشكلون أكثر من 30 في المئة من سكان كينيا البالغ عددهم نحو 48 مليون نسمة.

 وفي حين ينحدر روتو من ثالث أكبر مجموعة عرقية في كينيا التي تلعب الولاءات القبلية دورا كبيرا في السياسة؛ إلا أن حملته الانتخابية ابتعدت نوعا ما عن ذلك النهج وتصدرتها شعارات مالت أكثر إلى الترويج لقضايا الشباب والفقراء وهو ما جلب له عدد أكبر من أصوات العمال والمثقفين بحسب مراقبين.

ماذا يقول المحللون: وفقا لشارلي مايكل المحلل في “افيركان بيزنس”، فإن مخاطبة روتو للفقراء تجسدت في تعهده بمحاربة الفساد وتعزيز الشفافية والتصدي للتحديات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

ويشير مايكل إلى أن روتو الذي وُلد في عائلة من المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة وعد بنموذج اقتصادي يتسلسل من القاعدة إلى القمة وتقديم قروضًا وإعانات صغيرة للفقراء؛ مما قد يقلب الاقتصاد – الذي يشعر الكثيرون أنه يخدم الأثرياء – رأسًا على عقب.

▪︎يؤكد الصحفي غوري ادلي لموقع سكاي نيوز عربية أن البعد القبلي كان أقل حدة في انتخابات العام الحالي مقارنة مع الانتخابات السابقة. ويشير إدلي إلى أن قضايا الشباب والفقراء أخذت الحيز الأكبر وهو ما رجح كفة روتو في الغالب.

بالنسبة للمحلل السياسي رشيد ابدي، فإنه لا يمكن النظر للأسباب والعوامل التي أدت إلى فوز روتو من زاوية واحدة. ويقول ابدي لموقع سكاي نيوز عربية إن تأثير ورقتي الفقر والشباب كان واضحا في الانتخابات الأخيرة؛ لكنهما لم يكونا العاملان الوحيدان الحاسمان؛ ويوضح “على الرغم من تراجع حدة الاصطفاف القبلي إلا أن تأثيره المباشر لا يزال قائما ولا يزال من المبكر الحديث عن تخلص الشعوب الإفريقية من النظرة القبلية خصوصا عندما يتعلق الأمر بالانتخابات السياسية”.

skynewsarabia.com