في عهدها، أصبحت المستعمرات البريطانية الإفريقية السابقة مستقلة. لكن الملكة أرادت الحفاظ على الروابط مع “القارة السمراء” لضمان دخول الدول المستقلة حديثًا إلى الكومنولث والبقاء فيه.

قبل 70 عامًا، كانت الأميرة إليزابيث وعمرها لا يتعدى 25 عاما، في رحلة إلى كينيا وفي هذه المستعمرة البريطانية السابقة، علمت بوفاة والدها الذي كان يعاني من سرطان الرئة. وفي اليوم التالي لوفاة جورج السادس. كان زوجها الأمير فيليب حينها في حدائق فندق تريتوبس الفاخر حيث أعلن لزوجته أنها أصبحت الآن ملكة إنجلترا ومجموعة الكومنولث.

 وبعد عامين، سافرت إليزابيث الثانية ملكة العرش إلى إفريقيا مرة أخرى. وستقوم الملكة بأول رحلة رسمية لها في ليبيا للقاء الملك إدريس هناك.

وبعد أربع سنوات من استقلال غانا وفي عام 1961 سافرت إليزابيث الثانية إلى هذه الدولة التي تعتبر الأولى في إفريقيا جنوب الصحراء تحصل على الاستقلال والتقت بالرئيس كوامي نكروما الذي رقصت معه في رمزية إلى نهاية الميز العنصري.

وفي فبراير عام 1965حطت طائرة ملكة بريطانيا في العاصمة السودانية الخرطوم التي استقبلتها بحفاوة، حيث امتلأت الشوارع بالحشود التي تجمعت للترحيب بإليزابيث الثانية، قبل أن تزور الدمازين والأبيض، كما زارت عدة مواقع بمشروع الجزيرة الزراعي الذي تم تأسيسه من قبل الحكومة البريطانية

 وفي أغسطس 1979، حضرت القمة الخامسة لرؤساء حكومات الكومنولث، في لوساكا، عاصمة زامبيا ضد نصيحة رئيسة الوزراء آنذاك مارغريت تاتشر. وترأست التوقيع على إعلان لوساكا بشأن العنصرية والتمييز، الذي يؤسس المساواة العرقية على المستوى القانوني ، ويدين الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

وبعد هذا الرحلة، لم تطأ قدمها جنوب إفريقيا مرة أخرى حتى عام 1995. وذلك بمناسبة انتهاء الفصل العنصري وتولى نيلسون مانديلا السلطة. وأمامه، ألقت خطابًا مليئًا بالتفاؤل حثت فيه شباب جنوب إفريقيا على إعادة بناء دولتهم.

 في المجموع، قامت الملكة الراحلة ب 21 جولة في إفريقيا وزارت مائة دولة على الأقل مرة واحدة في حياتها.

ويرى رئيس معهد الأمن والاستشراق الأوروبي، إيمانويل ديبوي، في تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”: لعبت الملكة دورًا أساسيًا في تأسيس وحدة ما بعد الاستعمار بين بريطانيا ومستعمراتها السابقة، لا سيما في إفريقيا. لقد كانت علاقاتها في إفريقيا، قوية، غنية وشخصية”.

 وأضاف، “جاءت العديد من هذه الرحلات على خلفية التنافس في الحرب الباردة والتوترات حول إنهاء الاستعمار. وبهدف الحفاظ على الكومنولث على الرغم من الانقسامات العرقية والأيديولوجية. إذ أرادت الحد من نفوذ الاتحاد السوفيتي في إفريقيا. في خضم الحرب الباردة، حاول بعض القادة الأفرقة التحالف مع موسكو، مثل رئيس غانا كوامي نكروما الذي أراد مغادرة الكومنولث لكن في رحلتها إلى بلاده أقنعته بالبقاء”.

وخلال سبعين عامًا، تمكنت الملكة إليزابيث الثانية من تحويل نادي الكومنولث الصغير جدًا المكون من 7 دول إلى “عائلة” من 56 دولة. كانت علاقتها بنيلسون مانديلا، مفيدة في جعلها تحظى بشعبية في القارة الأفريقية.

skynewsarabia.com