قبل 14 دقيقة
أقر وزير البيئة العراقي، جاسم الفلاحي، أن التلوث المرتبط بإنتاج النفط يعد سببا رئيسيا وراء ارتفاع معدلات الإصابة محليا بمرض السرطان.
وجاءت تعليقات الوزير بعد أن كشف تحقيق أجرته بي بي سي عربي أن المجتمعات التي تعيش بالقرب من حقول النفط في مدينة البصرة معرضة لخطر الإصابة بسرطان الدم.
ويساور تلك المجتمعات الشك في أن الحرق “العبثي” للغاز المنبعث عند التنقيب عن النفط، ينتج ملوثات ذات صلة بمرض السرطان.
وتحدث وزير البيئة العراقي مع برنامج “HARDtalk”، الذي يبث على شاشات بي بي سي، على الرغم من أمر سري كان أصدره رئيس الوزراء العراقي، واطلعت عليه بي بي سي عربي، يمنع الموظفين من التحدث عن الأضرار الصحية الناجمة عن التلوث.
وتتعارض تلك التصريحات بشكل مباشر مع تعليقات سابقة أدلى بها وزير النفط، إحسان عبد الجبار إسماعيل، لبي بي سي عربي، نفى فيها أي صلة بين ارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان وتلوث الهواء بسبب النفط.
ولطالما ساور المجتمعات التي تعيش على مقربة من حقول النفط في البصرة الشك في أن ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم ناتج عن الغازات المحترقة في حقول النفط.
وتمثل الغازات المحترقة في هذه المواقع خطورة لكونها تتسبب في انبعاث مزيج قوي من ثاني أكسيد الكربون والميثان والسخام الأسود الملوث للغاية.
وكشف الفلاحي خلال لقائه مع برنامج “HARDtalk” أن وزارة النفط سبق أن منعت موظفيه من إجراء اختبارات مراقبة لرصد التلوث في حقل الرميلة النفطي الكبير.
ويحرق حقل الرميلة الغاز أكثر من أي حقل نفط آخر في العالم، وهو حقل تملكه الحكومة العراقية.
و مُنع فريق بي بي سي عربي من الحصول على تصاريح دخول للتصوير في حقل الرميلة أثناء إجراء التحقيق.
وقال، علي حسين جلود، 19 عاما، من شمالي الرميلة وأحد المتعافين من الإصابة بسرطان الدم: “هنا في الرميلة لا أحد يتحدث، إذ يقولون إنهم خائفون من التحدث خوفا من أن يُطردوا”.
بيد أن الفلاحي أضاف أن الوضع تحسن وهناك الآن تعاون أكبر بين الوزارات.
وقال إن الإدارات ستتعاون لتغريم أو رفع دعاوى قضائية على أي شركة، محلية أو دولية، في حالة تسببها في حدوث أضرار بيئية.
ولم تحصل أي من العائلات، التي تحدثت معها بي بي سي عربي أثناء التحقيق، على أي تعويضات عن إصابتهم بمشاكل صحية، على الرغم من مطالبات عديدة قُدمت لشركات النفط التي تعمل في المواقع.