وطلب شولتز، في بيان، من وزارات الاقتصاد والبيئة والمالية إنشاء الأساس القانوني لاستمرار المحطات النووية قيد التشغيل، مضيفا أنه سيتم “تشغيل محطات إيزار 2، ونيكارويستهايم 2، وإيمسلاند، إلى ما بعد الموعد المحدد في 31 ديسمبر، لتصبح حتى 15 أبريل 2023”.

ويعد هذا من أبرز تداعيات حرب أوكرانيا على ألمانيا التي خططت سابقا للتخلص من الطاقة النووية بحلول نهاية 2022، لكن أزمة نقص إمدادات الطاقة بعد خفض الواردات من روسيا تسببت في الاتجاه لتمديد العمل بها.

العداء للطاقة النووية

  • في 1998 فاز تحالف الاشتراكيين مع الخضر في الانتخابات ببرنامج ضد الطاقة النووية، وبعد مباحثات مع شركات الكهرباء اتفقوا على تحديد عمر أقصر للمفاعلات النووية، وحصر ذلك بـ32 سنة.
  • التفاصيل تضمنت أن يكون ذلك بناء على إنتاجها لكميات معينة من الكهرباء وليس بحسب الفترة الزمنية، وألا يتم بناء مفاعلات جديدة، ولكن مجددا تحدد موعد لوقف المحطات وهو نهاية 2022، وتحول الاتفاق لقانون في 2002.
  • نتج عن القانون إغلاق محطة “ستيد” في 2003 و”أوبرغايم” في 2005.
  • في 2009 جاء للحكم الحزب الديمقراطي المسيحي بزعامة أنجيلا ميركل للحكم، وكان في البلاد 17 محطة نووية، وقررت الحكومة تمديد تشغيل 7 محطات في 8 سنوات والـ 10الأخرى خلال 14 سنة.
  • تغيرت وجهة نظر الحكومة بعد حادثة مفاعل فوكوشيما باليابان، فعلقت تمديد السنوات العشر، وقررت وقف المفاعلات التي تم التمديد لها لمدة 7 سنوات.
  • في 2011، قررت إغلاق 8 مفاعلات وإغلاق الـ 9 الباقية بحلول 2022، وكان آخر المحطات المغلقة في نهاية 2021.

تحدي البقاء

كبير المحللين بشركة الاستشارات البريطانية سبيلاين، أحمد القاروط، يرى أن قرار المستشار الألماني بتمديد عمل المحطات الباقية، هو ضمن خطة ألمانيا لتنويع مصادر الطاقة.

وأشار القاروط في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية” أن ألمانيا اتجهت حتى للعودة إلى الفحم، فرغم تأثيره البيئي مستقبلا، إلا أن “هناك أولويات في الحياة، على رأسها أولوية البقاء، فلا يمكن تأمين المستقبل دون التركيز على الحاضر”.

وحول ما إن كان سيطول وقت استخدام الطاقة النووية، يفضل المحلل الاقتصادي الانتظار حتى مرور الشتاء لتتضح الرؤية بشأن توفير البدائل، خاصة وأن عقود ألمانيا مع قطر بشأن الطاقة تبدأ 2023.

وتوقع القاروط أن يعبر الألمان أزمة الطاقة بإيجاد البدائل، إلا أن الأزمة “تكمن في ارتفاع أسعار الطاقة، فألمانيا تحصل على الطاقة من أميركا بثلاث وأربع أضعاف السعر، ما ينعكس على غلاء المعيشة“.

خيارات التمديد

الخبير الاقتصادي، أنس الحجي، يرى في مقالة، أن قرار التمديد للمفاعلات يعني أن هناك طريقين:

– الأول بسيط، وهو أن ما سيبقى من وقود نووي في نهاية العام لن ينضب تماما، وعلى هذا فيمكن الاستمرار بتشغيل المفاعلات حتى نهاية الشتاء الذي يتخوف منه الجميع.

– الخيار الثاني، طويل الأمد، وهو أن الحكومة إذا قررت التمديد لسنوات، فهذا يعني إيقاف المفاعلات لإجراء صيانة تستغرق أشهرا، ثم إضافة وقود نووي جديد، ثم تشغيل المفاعلات مجددا، وهي عملية مكلفة، ولكن قد تقلل مشكلة الطاقة لسنوات، خاصة إذا استمرت أسعار الغاز مرتفعة.

skynewsarabia.com