وتأتي المناورات النووية من الجانبين وسط قلق غربي بشأن إصرار الرئيس فلاديمير بوتين على أنه سيستخدم “أي وسيلة ضرورية” للدفاع عن الأراضي الروسية، حيث يزود بعض حلفاء الناتو، بقيادة الولايات المتحدة، أوكرانيا بأسلحة وذخائر متطورة للدفاع عن نفسها ضد الهجمات الروسية المستمرة منذ أشهر.
وزاد من حدة المخاوف تحذيرات روسية من إمكانية استخدام أوكرانيا ما يسمى “القنبلة القذرة” في ساحة المعركة، وهو ما اعتبره زعماء غربيون “ادعاءات تمهد الطريق لشن موسكو مثل هذا الهجوم”.
والخميس اجتمعت مجموعة التخطيط النووي السرية التابعة للناتو في مقر الحلف ببروكسل، لبحث الخطط والسيناريوهات وتقديم دعم طارئ وطمأنة للسكان الذين يخشون تداعيات ضربة نووية قد تعلن بدء حرب عالمية ثالثة.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن وصف تهديد نظيره الروسي باستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا بالأخطر منذ أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962، وحذر من أن ذلك ينذر بـ”هيرمجدون” أو “نهاية العالم”.
وكان آخر تدريب أجرته روسيا لقواتها النووية في فبراير الماضي قبيل العملية العسكرية، في خطوة اعتقد مسؤولون آنذاك أنها كانت تهدف إلى “إثناء الغرب عن دعم كييف”.
تصريحات للمتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي:
• “ما يسمى تدريبات الرعد النووي الروسية ستشمل مناورات موسعة لقواتها النووية الاستراتيجية، بما في ذلك عمليات إطلاق صواريخ حية”.
• “في حين تعتقد روسيا على الأرجح أن هذا التدريب سيساعدها على إظهار قوتها، لا سيما في ضوء الأحداث الأخيرة، فإننا نعلم أن الوحدات النووية الروسية تكثف تدريباتها في هذا الوقت من كل عام”.
• “الولايات المتحدة ستراقب التدريبات”.
• “الخطاب النووي الروسي وقرار موسكو بالمضي في هذه التدريبات في الوقت الذي تدور فيه رحى حربها في أوكرانيا بلا هوادة، غير مسؤول”.
• “التلويح بالأسلحة النووية للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها غير مسؤول”.
أما مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل فقال:
• “بوتين يقول إنه لا يخادع. الذين يدعمون أوكرانيا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء والولايات المتحدة وحلف الناتو، هم بدورهم لا يخادعون”.
• “أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد ردا، ليس ردا نوويا بل رد قوي عسكري من شأنه أن يقضي على الجيش الروسي“.
ما هي مناورات “الظهيرة الثابتة”؟
• هي سلسلة من التمارين الحربية السنوية الروتينية لحلف الناتو.
• تهدف التمارين لاختبار جاهزية الدول الأعضاء لأي ضربة نووية محتملة.
• المناورات مقررة في الفترة ما بين 17 و26 أكتوبر الجاري.
• تشارك فيها جيوش 14 دولة من الدول الأعضاء في الحلف.
• تغيب عنها فرنسا التي يريد رئيسها إيمانويل ماكرون كما ذكره في خطابه 12 أكتوبر، تحييدها من أي صدام نووي محتمل في أوكرانيا.
• تتضمن طائرات مقاتلة قادرة على حمل رؤوس حربية نووية، لكنها لا تحتوي على أي قنابل حية.
• تشارك بها طائرات تقليدية وطائرات المراقبة والتزود بالوقود بشكل روتيني.
عواقب وخيمة
وقال الأكاديمي المحلل السياسي آرثر ليديكبرك، إنه من المفترض أن تكون الأسلحة النووية سببا رئيسيا لضبط النفس، إلا أن “المحاولات الروسية للابتزاز النووي جاءت بعد خسارات متتالية في الميدان، ومحاولة لتهدئة الداخل الروسي بأن موسكو لا تزال لها اليد الطولى في الصراع”.
وأضاف ليديكبرك لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن “ذلك تسبب في مخاوف كبيرة لدى دول شرق أوروبا مع تصاعد التهديدات الروسية باستخدام الأسلحة النووية، حيث ستكون المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وحتى لو جرى استخدام سلاح تكتيكي ستطال تداعياته دول الجوار”.
وأوضح أن “احتمال أي ضربة روسية بالأسلحة النووية لا يزال ضعيفا، لكن العواقب المحتملة وخيمة، لذلك يأخذ الغرب الأمور بمحمل الجد، وهناك اجتماعات مستمرة خاصة أن التهديدات التي طرحها بوتين والعديد من المحيطين به تكررت أكثر من مرة”.
وأشار ليديكبرك إلى أن “إعلان روسيا التي تمتلك أكبر ترسانة نووية عن مناورات نووية تتزامن مع تدريبات الناتو التي تعقد بشكل دوري في هذا التوقيت من كل عام، يحمل مزيدا من الرسائل للغرب بأن التهديدات يمكن أن تتحول إلى تنفيذ وكذلك استعراض قوة”، غير أنه اعتبر أن “نبرة التصعيد الأوروبية حول تدمير جيش روسيا حال استخدامها الأسلحة النووية هو أيضا رسالة عكسية بأن حلف الأطلسي جاهز لأي صدام وشيك”.