وأطلقت حكومة المحامي أبولينير دي تمبيلا، التي عينها رئيس المرحلة الانتقالية إبراهيم تراوري، الجمعة الماضية، حملة لتجنيد 50 ألف متطوع.
وحكومة دي تمبيلا هي الأولى في عهد تراوري، وجاءت خلفا لحكومة الخبير الاقتصادي ألبرت ويدراوغو، الذي تولى منصبه في مارس الماضي، خلال حكم بول دامبيا.
وهذه هي المرة الثانية هذا العام التي ينظم فيها جيش بوركينا فاسو مثل هذا التجنيد، ففي أبريل الماضي تم تجنيد 3 آلاف شخص.
أهداف التجنيد
ووفق الباحثة السياسية البوركينية، منى ليا، فإن الحملة متعددة المنافع، “تخص تعزيز مكافحة الإرهاب، وامتصاص البطالة، وحماية مناطق المعادن الثمينة”.
وتعدد أهداف التجنيد في حوار مع موقع “سكاي نيوز عربية”، قائلة:
- تغذية الجيش بمزيد من القوة البشرية مع تمدد الجماعات الإرهابية، وسيطرتها على المناطق الحدودية مع النيجر ومالي وكوت ديفوار.
- الدعم بالمجندين يشمل كذلك الشرطة، التي تحتاج لمدربين لحماية السكان في القرى.
- حماية المناطق الغنية بالموارد، فشمال البلاد به رواسب ذهب كبيرة، و3 مناجم صناعية وعشرات المناجم الحرفية المسجلة، والإرهابيون يسعون للسيطرة عليها.
- امتصاص البطالة، إذ حددت وزارة الدفاع أعمار المتطوعين بين 24 و26 عاما، مما يساعد على التصدي للبطالة التي تشهد ارتفاعا مقلقا.
ووفقا لتقديرات، فإن هناك 5 ملايين بوركيني يبحثون عن فرصة عمل، في دولة يبلغ عدد سكانها 21 مليون نسمة، أي أن 25 بالمئة من السكان لا يعملون.
وسيتلقى المجندون الجدد 14 يوما من التدريب، قبل أن يتم تسليحهم وتوزيعهم، وفقا لليا.
الجيش البوركيني
- يتكون من القوات البرية والقوات الجوية، والدرك، واللواء الوطني، والتجمع المركزي للجيوش.
- لا تمتلك بوركينا فاسو قوة بحرية، لأنها دولة حبيسة.
- منذ 2015، يمتلك الجيش 3 أفواج دعم، و9 أفواج قتالية، بما في ذلك 5 أفواج “مشاة كوماندوز” وفوج مظلات، تتوزع على 3 مناطق عسكرية، إلى جانب المنطقة المركزية “التجمع المركزي للجيوش”، إضافة لمفارز في مناطق متفرقة.
وترجع ليا قدرة الجماعات الإرهابية على الاستمرار والتمدد منذ 2015، حتى سيطرت على نحو 40 بالمئة من أراضي البلاد، إلى النقص الحاد في عدد قوات الجيش، ونقص الخبرات وبعض الأسلحة.
مناطق تمركز الإرهاب
- شمال بوركينا فاسو الغني بالموارد، والقريب من مناطق يسيطر عليها الإرهابيون في دولة مالي، يشهد أكبر تصعيد للعنف من الجماعات الإرهابية، على رأسها جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” التابعة لتنظيم القاعدة.
- هذه المنطقة شهدت أكثر من 400 حادث عنف منذ بداية 2022، مما يمثل 16 بالمئة من جميع الأحداث من هذا النوع في منطقة الساحل الغربي بإفريقيا.
- التركيز على المناطق الحدودية يفيد الإرهابيين في تسهيل تهريب الأسلحة والبضائع والمسلحين.
روسيا وفرنسا
وخارجيا، تتعاون بوركينا فاسو مع فرنسا في تسليح الجيش لمواجهة الإرهاب.
وفي هذا الصدد، قالت ليا إن “فرنسا الشريك الرئيسي لبوركينا فاسو، وتقدم الدعم في الخطة التكنولوجية للحكومة، وأيضا السلاح”.
وعن مطالبة قوى سياسية بعد انقلاب 30 سبتمبر، بكسر الاتفاقات مع فرنسا، وتعزيز التعاون مع روسيا، أوضحت أن بلدها “لديها بالفعل علاقات مع موسكو، والحكومة الانتقالية تسعى لتوسيعها، لكن هذا لا يعني إلغاء الاتفاقات مع باريس”.