وقالت وزارة الدفاع الروسية إن التحضير لهذا العمل الإرهابي وتدريب عسكريين في المركز الأوكراني 73 للعمليات البحرية الخاصة، نفذّهما متخصصون بريطانيون مقرهم في أوتشاكوف في منطقة ميكولايف الأوكرانية، وهذه السفن كانت تشارك في حماية قوافل تصدير الحبوب الأوكرانية، بحسب موسكو.
وأكدت السلطات في شبه جزيرة القرم أنه تم بنجاح “صد” و”إسقاط” كل الطائرات المسيرة التي هاجمت ميناء سيفاستوبول السبت.
رسالة تحدي
يرى مراقبون أن هذا الاستهداف الجديد هو رسالة تحد أوكرانية، وقلب لقواعد الاشتباك رأسا على عقب، بعد الرد الروسي الواسع النطاق على عملية تفجير جسر القرم، وأن شبه الجزيرة باتت جبهة الصدام الرئيسية في الحرب بين موسكو وكييف .
يقول الباحث والخبير في الشأن الروسي بسام البني، في لقاء مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “واضح من خلال ردود الفعل الروسية الأولية وخاصة من قبل وزارة الدفاع، التي وصفت ما حدث بالهجوم الإرهابي، أن روسيا قد تكون ذاهبة إلى حد إعلان أوكرانيا دولة إرهابية، وبالتالي إعلان الحرب عليها بهدف مكافحة الإرهاب الصادر منها”.
الرد الروسي لن يطول
ويضيف البني: “الرد الروسي الصارم على هذا الهجوم سيتم على أبعد تقدير خلال مدة أقصاها 48 ساعة من وقوعه، حيث لا يمكن لموسكو القبول باستهداف أراضيها بهذا الشكل”.
وأوضح أن كييف تتخبط وهي في حال مضيها في هذه الاستفزازات لروسيا، تكون كمن يدخل بيديه الدب لكرمه، ما قد يقود في نهاية المطاف حتى لزوال أوكرانيا ككيان سياسي وكدولة”.
من جهته يقول الكاتب والباحث بالشؤون الدولية طارق سارممي، في حديث مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “يبدو أن القرم كما كانت بداية إشعال فتيل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا في عام 2014، فإنها باتت الآن ساحة المواجهة الأمامية الأخطر التي تهدد بتسعير نيران هذه الحرب، فمع ضرب جسر القرم قبل نحو 3 أسابيع وما تبعه من رد روسي عنيف طال العاصمة كييف والبنى التحتية الحيوية العسكرية والخدمية الأوكرانية في عموم البلاد، يبدو أننا أمام تصعيد أخطر”.
وأضاف:”ذلك أن ضرب ميناء عاصمة القرم وهو أحد أهم الموانئ الروسية على البحر الأسود، يحمل في طياته وبوضوح إصرارا أوكرانيا على مقاومة الروس وضربهم في أكثر المناطق حساسية بالنسبة لهم، وهو ما سيقابل ولا شك برد روسي أعنف من الذي تلا الهجوم على الجسر الرابط بين القرم والبر الروسي”.
وختتم سارممي: “أوكرانيا تريد عبر العمل على فتح جبهة القرم إعادة تأكيد رفضها لضم تلك المنطقة لروسيا عبر استفتاء جرى على غرار الاستفتاءات الأخيرة في مناطق أوكرانية خاضعة للجيش الروسي، وفيها غالبية سكانية من أصول روسية، والقول بإنها ستعيد الأزمة للمربع الأول”.