قبل 23 دقيقة

شابات ناشطات في مؤتمر المناخ بمصر

صدر الصورة، Getty Images

واصل ممثلو الدول المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ كوب 27 الذي تستضيفه مصر، التفاوض حتى وقت متأخر من ليل السبت، في محاولة التوصل إلى اتفاق بعد أسبوعين من المحادثات.

وبدا أن الاتفاق الرئيسي بشأن منح الأموال إلى البلدان النامية، للتعويض عن الخسائر والأضرار التي سببها الاحتباس الحراري على وشك الاكتمال.

وتقول الصحفية في بي بي سي، جورجينا رانارد، إن المفاوضين غادرو القاعة الكبيرة التي كانوا يتجادلون فيها في وقت سابق وعادوا إلى مكاتبهم، و”من المؤكد أن هذه المحادثات ستستمر ليلة ثانية”.

وتستمر المحادثات، بعد 30 ساعة من الموعد المقرر لإغلاقها.

وتضيف “يبدو أنه يمكن تسوية صفقة بشأن الخسائر والأضرار، توافق الدول الأكثر ثراء على دفع تعويضات للدول الفقيرة عن الأضرار الناجمة عن تغير المناخ”.

وتضيف “سيشير ذلك إلى تحول كبير مقارنة ببداية مؤتمر الأطراف عندما قالت الولايات المتحدة إنها لن توافق على هذا النوع من الأموال”.

لكن الدول الأكثر ثراء، مثل بريطانيا والاتحاد الأوروبي، تريد أهدافا أكثر طموحا لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وهو أمر يُنظر إليه على أنه تقدم مقارنة بالعام الماضي، وفق رانارد.

وأعادت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي وسويسرا فتح النقاش، فهناك خلاف حول ما إذا كان يجب تضمين تعهدات أقوى بشأن خفض استخدام الوقود الأحفوري.

في العام الماضي في كوب 26، في غلاسكو ، وافقت الدول على “التقليل التدريجي” من استخدام الفحم.

يعد حرق الوقود الأحفوري المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والتي تساهم في تغير المناخ.

لكن تقرير موقع كاربون بريف المتخصص في متابعة شؤون التغير المناخي، أفاد بأن روسيا والسعودية تعيقان هذا الاقتراح.

وبموجب اتفاقية باريس لعام 2015، اتفقت البلدان على السعي إلى إبقاء ارتفاع درجة الحرارة “أقل بكثير من” درجتين مئويتين، والوصول إلى 1.5 درجة مئوية كحد أقصى.

وذلك لأن العلماء يقولون إن الارتفاع فوق هذا المستوى سيعرض ملايين الأشخاص الآخرين لتأثيرات مناخية مدمرة محتملة.

لكن إذا واصلت البلدان السياسات المعمول بها في الوقت الحالي، فإننا نسير على الطريق الصحيح لارتفاع درجة حرارة نحو حوالى 2.6-2.9 درجة مئوية، وفقا لموقع ويب “كلايمت أكشن تراكر”.

الشرطة المصرية تؤمن مركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات، خلال مؤتمر المناخ كوب 27 في المدينة المطلة على البحر الأحمر

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

تستمر المحادثات بعد 30 ساعة من الموعد المقرر لإغلاقها

ويتعيّن على الدول تقديم تعهدات بشأن كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي ستخفّضها. يقول “كلايمت أكشن تراكر” إن التعهدات الحالية تأخذنا إلى حوالى 2.4 درجة مئوية من الاحترار.

ويقدر “كلايمت أكشن تراكر” أننا سنظل نشهد ارتفاعا بمقدار 1.8 درجة مئوية بحلول عام 2100.

إذا بدت التوقعات قاتمة، فمن الجدير بالذكر أنه عندما تم توقيع اتفاقية باريس في عام 2015، كنا على المسار الصحيح لارتفاع درجات الحرارة بمقدار 3.6 درجة مئوية، لذلك تم إحراز تقدم.

تحليل

الدول الغربية “تعيد فتح محادثات الخسائر والأضرار”

جستن رولات

محرر شؤون المناخ – بي بي سي

لقد وضعت عقبة رئيسية محتملة في طريق هذه المحادثات.

قال مصدر مقرب من فريق التفاوض الذي يمثل 134 دولة نامية بالإضافة إلى الصين، إن بريطانيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وسويسرا أعادت فتح النقاش حول الخسائر والأضرار.

وكان هذا هو الخلاف الرئيسي في هذه المحادثات ولكن بعد ظهر اليوم كان هناك نقاش مفتوح حول حقيقة الاتفاق على صفقة.

وسيمثل تقدما تاريخيا في محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام لقضية لم يتم تناولها خلال 30 عاما من هذه المحادثات.

عدد كبير من ممثلي الدول الصغيرة والضعيفة الذين وافقوا على هذه الصفقة، بما في ذلك المفاوض الرئيسي لأفريقيا، ألفا كالوغا، غادروا المؤتمر بالفعل.

وهذا يجعل إعادة فتح المناقشات أمرا محفوفا بالمخاطر بشكل خاص.

وقالت مصادر مقربة من الدول المتقدمة المعنية إن القاعدة في هذه المفاوضات هي عدم وجود صفقة حتى يتم الاتفاق على كل شيء.

أخشى أننا في انتظار طويل.

بي بي سي العربية