وكانت الحكومة الأوكرانية أطلقت، اليوم الأحد، صفارات الإنذار في كافة المدن، قبل سماع دوي انفجارات عديدة في ‏أنحاء العاصمة كييف مع تلقي السكان تحذيرات بعدم التواجد في الشوارع والأماكن العامة وإعلان حالة ‏الطوارئ الجوية في أنحاء الدولة للتعامل مع القصف.‏

اقتراح الكريسماس

وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق، تقديم اقتراح إلى السلطات الروسية بانسحاب القوات ‏العسكرية بحلول عيد الميلاد من أجل إنهاء الصراع القائم على أراضيه لكن طلبه قوبل بالرفض.‏

ويتحدث السعيد، الذي يعيش في كييف لموقع “سكاي نيوز عربية”، قائلا: “نتعرض للقصف الشديد منذ الأسبوع ‏الفائت، روسيا تستهدف محطات الطاقة والبنية التحتية في العاصمة وأنحاء أوكرانيا وهو ما أدى إلى انقطاع ‏الخدمات الرئيسية بصورة كبيرة في كل مكان لذلك نلجأ إلى حلول بدائية للتعامل مع الأزمة الصعبة”.‏

حلول بدائية

ويضيف نائب رئيس الجالية المصرية في أوكرانيا: “عاد المجتمع الأوكراني من جديد ‏لاستخدام الحطب في الطهي وتسخين المياه سواء للاستخدام الشخصي أو الاستحمام فضلا عن نظام التدفئة ‏القديم الذي يعتمد على الأخشاب مع شراء أغلب الأهالي للمولدات الكهربائية التي زادت أسعارها في الآونة الأخيرة ‏لكثرة الإقبال عليها”.‏

ويتابع الرجل الثلاثيني الذي رفض ترك كييف خلال الحرب: “لم تعد هناك أجواء احتفالية في العاصمة، المدينة تغط ‏في الظلام لساعات طويلة، السلطات تقوم بترشيد استهلاك الكهرباء بقدر الإمكان، تعلن يوميا عن جدول الانقطاع، ‏تعود أحيانا لساعتين ثم تختفي مرة ثانية ولا نملك سوى التأقلم مع تلك المعيشة”.‏

ويسترسل السعيد: “باتت لدينا خبرة في التصرف مع حياة الظلام والقصف والبرد القارس ‏في ظل غياب التدفئة المركزية، نلجأ إلى ارتداء الملابس الثقيلة ونحرص على تخزين كميات كبيرة من الأغذية المعلبة ‏خلال فترات الهدوء والاحتفاظ بها في أماكن آمنة داخل البيوت لاستهلاكها خلال الأجواء المضطربة”.‏

‎أزمة الطاقة

  • كانت روسيا قررت في أكتوبر الماضي استهداف مرافق الطاقة في أوكرانيا بعد تعرض جسر القرم لهجوم، وهو ‏ما تسبب في تدمير 30 في المئة من محطات الطاقة، وفقا لتصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي.‏
  • أطلقت الحكومة الأوكرانية نصائح للمواطنين بأهمية التقليل من استهلاك الكهرباء خلال ساعات النهار من ‏بينها التوقف عن استخدام الثلاجات لفترة طويلة.‏
  • أعلنت الشركة المسؤولة عن شبكة الكهرباء بأوكرانيا أن المناطق الشرقية هي الأكثر تضررا لأنها تتلقى ‏الكثير من الضربات الصاروخية.‏
  • استمرت روسيا في قصف منشآت الطاقة وآخرها محطة تابعة لشركة “دي تي إيه كيه إنرجو” مما تسبب في ‏مقتل أحد الموظفين وتوقف المكان عن العمل.
  • تلقت أوكرانيا وعودا من 70 دولة ومؤسسة بتقديم مساعدات تقدر بأكثر من مليار دولار لتوفير الطعام ‏والمياه والطاقة في الآونة القادمة.‏
  • منحتها النرويج نحو 100 مليون دولار كمساهمة في أزمة الطاقة لسرعة إصلاح المنشآت التالفة في المدن ‏المختلفة.‏

دولة كئيبة

في مدينة إيفانو فرانكيفسك غربي أوكرانيا، تعيش الطالبة روان القطب الأجواء ذاتها، حيث انطلقت صفارات ‏الإنذار اليوم خلال سيرها بشارع سيتشوفيه ستريلتسيف، فانطلقت على عجالة إلى منزلها لتواجه مصيرها ‏اليومي بالصعود إلى الدور الثامن على الأقدام بدلا من المصعد لانقطاع التيار الكهربائي.‏

وتُشير القطب، لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى عودتها لأوكرانيا مؤخرا لاستكمال عامها الدراسي الأخير بكلية ‏الطب بجامعة الكرازن خاروكف، وتقول عن ذلك: “نقلت الجامعة مقرها إلى مدينة إيفانو فرانكيفسك فقررت ‏الرجوع لكنني وجدت دولة أخرى، أصبحت البلاد هنا كئيبة، صرت أفتقد شعور الأمان في الشوارع”.‏

وتردف الشابة العشرينية: “أتذكر يومي الأول بعد العودة، تحركت في لحظات الفجر، ‏كان الظلام دامسا، لم أكن أتوقع ذلك، كنت أتقدم في طريقي دون أن أرى خطواتي، شعرت حينها بأن الأمور قد ‏تغيرت تماما وكان لابد من التكيف والمضي قدما في غياب الاحتياجات الأساسية”.‏

على ضوء الشموع

وتذكر القطب لموقع “سكاي نيوز عربية”: “أعيش على ضوء الشموع أغلب الوقت، أطهو وأرتب غرفتي وأستغرق ‏في المذاكرة بتلك الطريقة، أقوم بتعلية التدفئة المركزية في وجود الكهرباء لتبقى الحرارة قليلا بعد ذلك، ولا أبقى ‏خارج المنزل عند حلول الليل لأن المدينة تصبح مرعبة”.‏

وتؤكد القطب أنها شهدت في السنوات الأخيرة قبل الحرب أجواء ‏مثالية لأعياد الميلاد في أوكرانيا، إذ تنتشر الأشجار المزينة والأضواء المبهجة في الشوارع وازدحام المحال والميادين ‏بالناس، غير أن تلك الأمور اختفت في احتفالات الكريسماس الحالية.‏

skynewsarabia.com