كما يعتقد ميدفيديف أن بريطانيا يمكن أن تعود إلى الاتحاد الأوروبي، وبعد ذلك سوف يتفكك الاتحاد ويلغي تداول العملة الأوروبية الموحدة، توقعات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي تأتي في ظل القصف العنيف الروسي على كييف وشرقي أوكرانيا.
الهجوم الذي وصف بالأكبر منذ انطلاق العملية الروسية تزامن مع خطة “السلام” التي روج لها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحماس، عكس تصريحاته قبل زيارته للولايات المتحدة منتصف ديسمبر، حين كان رافضا للتفاوض، فيما يوضح خبراء تحدثوا لموقع “سكاي نيوز عربية” ماذا تغير؟، وما هي حسابات الغرب الجديدة تجاه كييف وموسكو في العام الجديد؟.
خطوة للوراء
تعيش أوروبا حالة قلق في الساعات الأخيرة من عام 2022 نتيجة زحف الطقس البارد وسط نقص مخزون الطاقة، وارتفاع الأسعار، وخروج مظاهرات تحتج على هذا الوضع، وعلى استمرار دعم أوكرانيا المكلف اقتصاديا، كما يقول الأكاديمي الروسي المتخصص في السياسة الدولية ديميتري فيكتوروفيتش.
ففي ألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، ومعظم دول أوروبا تُظهر نتائج استطلاعات الرأي في نوفمبر رفضا عارما لسياسات القادة، وهنا يعلق فيكتورفيتش:
- يعتقد أكثر من نصف الألمان أن أوكرانيا يجب أن تبدأ على الفور مفاوضات مع روسيا.
- قدم الفرنسيون اقتراحا مماثلا، فأكثر من 70٪ من المواطنين يقترحون تقليص المساعدة العسكرية، وأن يجلس زيلينسكي على طاولة المفاوضات.
- أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز Szazadveg في جميع دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27 دولة أن 82٪ من المشاركين يرغبون في إجبار أطراف الحرب على التفاوض.
وفي تقدير الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، فإنه بالنظر إلى موقف الغرب منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فبراير الماضي، وحتى الآن، يتضح أن الدعم السياسي لزيلينسكي يتجه ليصبح أكثره سياسيا فقط، بعد أنا باتت كييف تستهلك يوميا مخزون شهرين من أسلحة حلف الناتو، دون حسم الصراع، ما أجهد الغرب.
تجاه إجباري
في نفس السياق يقول الدكتور آصف ملحم، مدير مركز “جي سي إم” للدراسات ومقره موسكو، إن الرئيس الأوكراني اعترف في أوائل ديسمبر بأن بعض الدول كانت تعرض عليه الجلوس على طاولة المفاوضات مع روسيا، لكنه وصف هذه المقترحات بأنها لا معنى لها.
غير أن ما يحدث الآن من تراجع، بوصف ملحم، يدل أنه في عام 2023 سيكون لأوروبا حسابات مختلفة مع أوكرانيا، ويوضح أن هناك قلقا بالفعل في أوروبا من طول أمد الحرب، وهناك انقساما واضحا في الغرب حول هذا الملف، ما يجعل زيلينسكي يُجبر على قبول الواقع والجلوس على طاولة المفاوضات، لبدء محادثات جدية.
كيف تغيرت المواقف؟
ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، سرد خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية” عدة نقاط عن تغير المواقف الدولية تجاه موسكو وكيف تعاملت روسيا؟.
- علاقات روسيا مع دول خارج المجتمع الأطلسي وحلفائها قد تعززت إلى حد ما. والسبب في ذلك هو الحاجة إلى إعادة توجيه العلاقات الاقتصادية الخارجية لموسكو إلى أسواق جديدة.
- زيادة وتيرة تقارب موسكو مع المراكز العالمية الإسلامية والعربية، وظهور رؤية نوعية جديدة في علاقات موسكو مع القاهرة والجزائر.
- تشهد العلاقات بين روسيا والدول الإفريقية، وعلى نطاق أصغر مع أميركا اللاتينية نهضة كبيرة.
وأوضح ألكسندر هوفمان، المستشار الروسي في الاتصالات والسياسات الاستراتيجية، أن المثال الأكثر وضوحا للتغيرات في المواقف تجاه روسيا هذا العام هو نتائج تصويت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على بنود جدول الأعمال المتعلقة بالجانب الروسي. نرى أن الكرملين يتقاسم رؤية مشتركة مع العالم خارج المجتمع الأطلسي وحلفائه بشأن الغالبية العظمى من القضايا، مثل أزمة الغذاء أو مكافحة تمجيد النازية.