حضر عيد الفطر وغابت بهجته داخل المراكز الاستشفائية المخصصة لعلاج مرضى “كورونا”، بسبب الظروف الاستثنائية التي فرضت على الأطقم الطبية والصحية إمضاء كامِل وقتها في الوحدات الاستشفائية، بعيداً عن الأهل والأصدقاء؛ الأمر الذي أفقد عيد هذه السنة الفرحة المعتادة التي كانت ترافقه في حواضر وقرى المملكة.

الأطقم الصحية، على غرار نظيراتها الأمنية والعسكرية والمدنية بمختلف صنوفها، تكابد وتواجه فيروس “كوفيد-19″، قصد توفير الرعاية الصحية والمجتمعية اللازمة للمغاربة؛ وهو ما تجلى في تجنّدها خلال عطلة عيد الفطر من أجل الحرص على محاربة الجائحة العالمية.

المنتظر العلوي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، قال إن “الأطر الصحية مجندة لمواجهة التداعيات الصحية للوباء، على غرار بقية الأطقم التي توجد في الصفوف الأمامية”، مبرزا أنها “أمضت عيد الفطر داخل المراكز الاستشفائية المخصصة لعلاج كوفيد-19 طيلة اليوم، من أجل السهر على شفاء الحالات التي توجد قيد العلاج”.

وأضاف العلوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “البلاد توجد في الاتجاه الصحيح لمحاربة الوباء العالمي، حيث تجنّدت الأطقم الصحية والطبية بشكل مستمر ودائم في جميع مناطق المملكة، أي 24 ساعة طوال أيام الأسبوع، على الرغم الخصاص الكائن على مستوى الموارد البشرية، ما يضاعف من الضغط المُلقى هذه الفئة”.

وأوضح الفاعل النقابي أن “الأطر الصحية بمختلف أنواعها تعيش ضغطا نفسيا كبيراً؛ ذلك أنها تعاني في صمت، بسبب البعد الجغرافي عن الأهل والأسر خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة، حيث توجد أطر صحية بعيدة جغرافياً عن عوائلها، وأخرى تشتغل في المدينة نفسها التي تقطن بها الأسرة، لكنها تبيت في الفنادق تفاديا لنقل العدوى إليها”.

وتابع: “في الحقيقة، تعمل الأطر الصحية ليل نهار دون توقف، حيث تُمني النفس في انخفاض معدل الإصابات خلال الأسابيع المقبلة، حتى تتمكن من العودة إلى وتيرة العمل العادية، لا سيما في ظل النقص المسجل على مستوى الأطر البشرية، ما يضاعف عدد ساعات العمل اليومية”.

“هناك أطباء ومرضى أصيبوا بالفيروس، وآخرون ماتوا جراءه”، يورد العلوي، الذي لفت إلى أن “الجيش الأبيض يشتغل في وضعية طوارئ خلال كلّ أيام السنة؛ غير أن الأزمة الوبائية أظهرت جانباً كان خفيّا لدى عموم المغاربة بشأن نمط اشتغال الأطر الصحية والطبية”.

تبعا لذلك، شدد المتحدث ذاته على أن “النظام الصحي العمومي يشتغل بشكل دائم دون أي انقطاع، إلى جانب القطاع الصحي العسكري والخواص”، مستدركا: “كورونا جعلت المغاربة يقفون على العمق الإستراتيجي لقطاع الصحة في البلاد، ما يستوجب إيلاءه المزيد من الأهمية الحكومية ومضاعفة ميزانيته السنوية”.

وأبرز رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام أن “الصندوق المخصص لتدبير جائحة كورونا غطى الكثير من الأعطاب على مستوى قطاع الصحة، لا سيما ما يرتبط بالتجهيزات البيوطبية وأدوات الكشف عن الفيروس؛ لكن لا يمكن استيراد الأطقم الميدانية غير الكافية، ما جعلها تتعاضد فيما بينها لتدبير الواقع الذي فرضته الجائحة”.

hespress.com