- ماريانا سبرنغ
- مراسلة بي بي سي لشبكات التواصل الاجتماعي
قبل 3 ساعة
كنتُ فرغت للتو من إنجاز تحقيق عما إذا كان تويتر يحمي مستخدميه، تحت ملكية إيلون ماسك، فإذا الرجل نفسه يفاجئني بتغريدة عن الأمر.
فكتب يقول تعليقا على صورة للتحقيق: “آسف أنني حولت تويتر من جنة آمنة إلى مكان للتصيد”.
وحسب بيانات تويتر، فإن تلك التغريدة شاهدها أكثر من 30 مليون حساب.
وكتب ماسك في تغريدة أخرى تعليقا على تحقيقي، الذي كان بعنوان: لا يمكننا أن نحمي المستعملين من التصيد تحت إدارة ماسك: “التصيد فيه بعض المتعة”.
وأوضح التقرير أن تويتر لم يكن أبدا مثاليا، ولكن الكراهية توسعت تحت قيادة المالك الجديد. فقد سمعت من موظفين سابقين وحاليين أنه لا أحد يهتم بالخصائص التي تحمي المستخدمين من الكراهية أو الأذى.
واتصلت بماسك في إطار إنجاز التحقيق ولكن لم يصلني منه أي رد.
وبدل من ذلك اختار أن يرد على التحقيق على حسابه الذي يتابعه 130 مليون شخص على موقع التواصل الاجتماعي.
وأثارت تغريدته موجة من الكراهية استهدفتني من قبل آخرين، نشروا مئات التعليقات معادية للنساء وأخرى غير لائقة.
وتلقيت أيضا رسائل تهديد، فيها إشارات بالاختطاف والشنق.
ونشر ماسك ردا على أحد التعليقات المنتقدة لبي بي سي يقول فيه: “إنني أتمرغ من الضحك”.
وأجد نفسي الآن هدفا لموجات متتالية من رسائل الكراهية مصدرها حسابات أغلبها في الولايات المتحدة وبريطانيا. فقد أثارت تغريدة ماسك كما هائلا من الكراهية، بعضها من حسابات كانت مغلقة.
وهذا دليل آخر يعزز ما جاء في تحقيق بي بي سي وهو أن الكراهية تتوسع على تويتر.
وكانت رسائل الكراهية في أغلبها موجهة لي شخصيا، ولكن هذا لا يفاجئني على توتير، فأنا صحفية أنشر تقارير عن التضليل الإعلامي، و نظريات المؤامرات والكراهية في الموقع.
وتابع المركز الدولي للصحافة وجامعة شيفيلد حجم الكراهية التي تعرضت لها على تويتر بسبب التحقيق، فوجد الباحثون أنها تضاعفت ثلاث مرات تحت قيادة ماسك مقارنة بالفترة نفسها من العام التي سبقت استحواذه على الموقع.
ولم تتمكن الأدوات التي استعملها الفريق من رصد جميع تعليقات الكراهية لأن بعض التعليقات لم تذكرني بالاسم أو كانت تعقيبا على تغريدة ماسك الأصلية التي أثارت 14 ألف رد.
وكانت بعض الرسائل الأخرى على الخاص، مرفقة بفيديو لامرأة مكبلة اليدين وعلى رأسها مسدس، وصور أخرى لعملية الشنق.
وتحدثت رسائل أخرى عن “نهايتي المأساوية، أو في نار جهنم”.
واجتعمت كل التعليقات على معاداة النساء، واستعمال الألفاظ البذيئة والإيحاءات الجنسية، ونعتتني بعضها بالعاهرة وألفاظ أخرى. وجاءت أغلب الرسائل على تويتر، ولكن بعضا منها جاء على مواقع أخرى بعد نشر تغريدة ماسك.
وبحثت في تحقيقي الأصلي عن الحسابات التي يصدر منها التهجم والإيذاء على تويتر. فوجدت أن الكثير منها عاد إلى النشاط منذ أن استحوذ ماسك على الموقع، وقرر الإفراج عن الحسابات التي كانت مغلقة.
وفي هذه المرة بحثت عن الحسابات التي تستهدفني بالكراهية، فوجدت أن الكثير منها عاد إلى النشاط أكثر بعد استحواذ ماسك على الموقع. وبعضها لمروجي نظريات التآمر، حصلوا على العلامة الزرقاء.
وعندما وجدت نفسي مستهدفة بموجات من خطاب الكراهية لجأت إلى خاصيات الحماية التي توفرها مواقع التواصل الاجتماعي، فوجدت أنها في تويتر لا تعمل بالطريقة نفسها.
فخاصية الحظر التي يفترض أنها تحظر الحسابات التي تصدر منها الإهانات، تحظر بالخطأ الحسابات التي تنشر تعليقات التأييد أيضا.
وهذا ما أكده لي موظفون سابقون وحاليون في تويتر عن صعوبة عمل خاصيات الحماية من التصيد على الموقع.
وقد غادر نصف عدد الموظفين في تويتر منذ استحواذ ماسك عليه، إما بالإقالة أو اختيارا.
وعندما سألت العارفين بخبايا تويتر عن توسع موجة الكراهية على الموقع قالوا إن هذا يؤكد ما سبق أن حذروا منه منذ تولي ماسك زمام الأمور.
واتصلت بماسك على توتير لأعرف منه تصوره للموقع، واتصلت مرة أخرى بتويتر وماسك بشأن موجة الكراهية التي بلغتني منذ نشر تغريدته، فلم يصلني أي رد منهما.
ومن يومها أصبح بريد الإعلام في تويتر يرد على طلبات التواصل بـ”إيموجي البراز” الساخرة. أما سياسات تويتر المنشورة على الانترنت فتقول إن الدفاع عن صوت المستعمل واحترامه “يبقى واحدا من قيمنا الأساسية”.
وتطرح التطورات الأخيرة أسئلة عن معنى حرية التعبير في تويتر الجديد، إذ أصبح التصيد فيه لعبة نزيهة يستهدف فيها حتى الصحافيون الذين يراقبون مسؤولية مواقع التواصل الاجتماعي.