الخطوة الأوكرانية تزامنت مع إعلان واشنطن أن الانتهاء من تسليم كييف كل طلبات المساعدات العسكرية، مشيرة إلى أنها ستعلن حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا قريبا، تحركات بحسب خبير عسكري روسي تثبت عدم قدرة كييف على شن هجوم مضاد في الوقت الراهن، بينما يرى خبير أخر، أن إعلان زيلينسكي وواشنطن دليل على انتهاء الاستعدادات الخاصة بالهجوم الوشيك، وذلك خلال حديثهما لموقع “سكاي نيوز عربية”.
أسباب القرار
يقول موسيينكو ماتوزوف، المتخصص العسكري بالمعهد الوطني الأوكراني للدراسات الاستراتيجية، إن الخطوة الخاصة بتمديد الأحكام قد تكون جزءا من الرد على القصف الصاروخي الروسي القوي على محور باخموت ومناطق من الصراع خلال الأيام الماضية ما أسفر عن خسائر كبيرة في كلا الطرفين.
ويوضح موسيينكو ماتوزوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن الهجمات الروسية الأخيرة نالت أيضًا من قوات الاحتياط الأوكرانية، كما فند تفسيرات تلك القوانين لعدة أسباب منها:
- يضمن زيلينسكي استمرار العسكريين في المعركة ضد روسيا بشكل رسمي.
- ضمانة لتلقي المزيد من الدعم العسكري والمالي الغربي خلال المعارك.
- وسيلة لتجنيد وتعويض الخسائر البشرية في المعارك خلال المرحلة الماضية
- تفويت الفرصة على أصوات تطالب بتنازلاتِ عن أراضِ ضمتها روسيا مقابل اتفاق السلام.
ويؤكد موسيينكو ماتوزوف، أن جميع الإمكانيات في الوقت الراهن يتم تسخيرها للتحضير للهجوم المضاد والذي يُعد بمثابة فرصة أخيرة لكييف من أجل استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا في الجنوب، بخلاف وقت التمدد العسكري لموسكو داخل البلاد.
تحرك ميداني روسي
الضربات الصاروخية والتقدم الروسي في الأسابيع الماضية والنجاحات الفعلية على الأرض ساهمت بشكل كبير في الحد من قدرات مرحلة التجهيز لأي معركة فاصلة، هكذا وصف الخبير الروسي العسكري شاتيلوف مينيكايف، الوضع الميداني الحالي.
ويُضيف شاتيلوف مينيكايف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن المعطيات على الأرض تشير إلى أن أقصى أماني الغرب وأوكرانيا في الوقت الراهن هو تهدئة التقدم الروسي القوي عسكريًا، مشيرًا إلى أن إعلان الولايات المتحدة جاهزية الإمدادات ليس إلا كلامًا للاستهلاك السياسي و”إثبات المواقف” على غرار مطالبات زيلينسكي المستمرة من الغرب باستمرار الدعم العسكري والإمدادات.
وتابع الخبير الروسي العسكري قائلًا: لا يمكن اعتبار الإعلان الأميركي عن دعم كبير وتام، هو جاهزية حقيقية لمعركة فاصلة يطلق عليها إعلاميًا “الربيع”، فيما تركز كييف جهودها حاليًا على تعزيز تنفيذ العقوبات ضد روسيا وتسريع تطوير آليات لمصادرة الأصول الروسية وتوجيهها إلى جهود الإعمار في أوكرانيا.
ويُشير شاتيلوف مينيكايف، إلى استراتيجية موسكو العسكرية خلال الأسابيع الماضية والتي اعتمدت على استهداف المخازن والمستودعات الخاصة بكييف والتي تُعدها لتنفيذ هجومها المضاد، وكان الجيش الروسي هاجم البنية التحتية للسكك الحديدية والمستودعات التي تضم الذخيرة الغربية.
من جانبه وقال وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في وقت سابق، إن الإمكانات والقدرات القتالية لجميع دول حلف شمال الأطلسي استُخدمت ضد روسيا مع بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا؛ وعلى الجانب الأميركي قال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي جون كيربي متعهدًا إلى كييف: “سترون حزما مستمرة من المساعدات القادمة منا قريبا جدا”.