- فيرغاس هيوسن، مات بينتوس، وميلاني ستيوارت سميث
- بي بي سي
قبل 16 دقيقة
ذكر تحقيق جديد حدوث أكثر من 35000 حادثة سوء سلوك جنسي أو عنف جنسي – تتراوح ما بين الملاحظات المهينة والاغتصاب – في مقار هيئة التأمين الصحي الوطنية في إنجلترا بين عامي 2017 و2022.
ويمثل الاغتصاب، أو الاعتداء الجنسي، أو اللمس دون موافقة، أكثر من حالة واحدة من بين كل خمس حالات.
وتضمنت معظم الحوادث – بنسبة 58 في المئة – إساءة معاملة بعض المرضى للموظفين.
وتولت جمع البيانات الخاصة بالتحقيق المجلة الطبية البريطانية بالتعاون مع صحيفة الغارديان وبي بي سي.
وراعت تلك الجهات الالتزام بقواعد حرية المعلومات.
وأظهرت البيانات التي تلقتها أن 20 في المئة من الحوادث، على الأقل، تضمنت الاغتصاب، أو الاعتداء الجنسي، أو الاتصال الجسدي غير المناسب – بما في ذلك التقبيل.
وشملت حالات أخرى التحرش الجنسي، والمطاردة، والملاحظات المسيئة أو المهينة.
وتضمنت حالة واحدة من بين كل خمس حالات إساءة معاملة المرضى لمرضى آخرين – على الرغم من عدم توفر تفاصيل بهذا الشأن.
وقالت إحدى المريضات السابقات لبي بي سي إن مريضا اعتدى عليها جنسيا بينما كانت تستحم في المستشفى.
وأضافت ماري (وهذا اسم مستعار): “فتح الباب فجأة وكان هناك رجل يقف في المدخل. صرخت لأنني لم أكن أرتدي ملابسي. ثم ركض نحوي وصرخ “سأتمتع بشيء من ذلك””.
وأوضحت ماري أنها تمكنت من لي ذراعه ودفعه بعيدا عندما أمسك ذراعها”.
وقالت: “حاولت الجري وتغطية نفسي وأجزاء من جسدي بيدي إذ كان الجميع يحدق في”.
ونقلت ماري، التي بدأت عقدها الثامن، إلى المستشفى بعد إصابتها بنوبة قلبية في عام 2020.
وكان مهاجمها جالسا على كرسي خارج غرفة الاستحمام.
وأبلغت الشرطة بالحادث، لكن القوة المعنية قالت إنه ليس هناك أدلة كافية لمحاكمة الرجل.
وقال متحدث باسم هيئة التأمين الصحي لبي بي سي إنه يجب أن يكون لدى جميع مؤسسات الهيئة تدابير صارمة لضمان اتخاذ إجراءات فورية في حالات الاعتداء الجنسي التي يبلغ عنها.
لكن التحقيق الذي أجرته المجلة الطبية وصحيفة الغارديان توصل إلى أن لدى مؤسسة واحدة، على الأقل، من بين كل 10 مؤسسات في الهيئة سياسة مخصصة للتعامل مع الاعتداء والتحرش الجنسي – لكن المديرين ليسوا ملزمين بالإبلاغ عن حدوث أي إساءة معاملة من قبل الموظفين إلى الجهات المختصة.
وتقول ماري إنها لم تتلق أي دعم من المستشفى بعد الهجوم – وأقرت المؤسسة المعنية بالحادثة في هيئة التأمين الصحي لبي بي سي أنه كان ينبغي لها بذل المزيد من الجهد.
ودعت المتحدثة الصحية باسم حزب الديمقراطيين الأحرار، ديزي كوبر، إلى وضع نظام جديد للشكاوى الجنسية لحماية المرضى والزوار والموظفين.
وتقول كوبر إن قصة ماري مثال على العدد “غير المقبول على الإطلاق” للهجمات الجنسية التي تحدث في مستشفيات هيئة التأمين الصحي في جميع أنحاء بريطانيا.
وأضافت: “أسمع مرارًا أن هذا حدث للعديد من الأشخاص الآخرين”.
“لا توجد طريقة بسيطة ومحددة بوضوح لتقديم شكوى ذات طبيعة جنسية، لكي تتعامل معها الجهات المختصة باحترام وبكفاءة”.
وقالت طبيبة رفيعة المستوى هي فيليبا جاكسون لبي بي سي إن زميلا في منصب أعلى امنها عتدى عليها جنسيا في هيئة التأمين الصحي عندما كانت طبيبة مبتدئة.
وأضافت: “كان يحك جسمه بفخذي، ثم ذكر شيئا يتعلق بالانتصاب”.
“ثم قبلني في أسفل رقبتي وشعرت وقتها بالانزعاج والضيق الشديد”.
وعندما قدمت جاكسون شكوى رسمية بشأن ذلك الزميل، استجوبها، بحسب ما قالته، كبار المديرين في المستشفى.
وتقول: “سألوني عدة أسئلة تتعلق بإقدامي على فعل شيء دفعه إلى ذلك أم لا، أو إن كنت أميل إلى التغزل بي أم لا”.
وأضافت أن الإدارة لم تتخذ أي إجراء مع الرجل، وقيل لها إن الحادث لا يمكن إثباته، إذ لم يشهد حدوثه أحد – لذلك حفظ التحقيق.
وعلى الرغم من اتهام أكثر من 4000 من موظفي هيئة التأمين الصحي الوطنية بالاغتصاب، أو الاعتداء الجنسي، أو التحرش، أو المطاردة، أو الملاحظات المسيئة تجاه الموظفين أو المرضى الآخرين في الفترة ما بين 2017-2022، وجد تحقيق المجلة الطبية وصحيفة الغارديان أن 576 شخصا فقط واجهوا إجراءات تأديبية.
وقالت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية في بيان: “تعمل وزارة الرعاية الصحية والاجتماعية بشكل وثيق مع هيئة التأمين الصحي، وعقد في الفترة الأخيرة اجتماع عاجل مع قادة هيئة التأمين الصحي لمناقشة كيفية استئصال هذا السلوك الدنيء، وضمان أن تبقى الخدمات آمنة دائما للموظفين والمرضى”.