الهجمات الأوكرانية الأخيرة عبر سلاح المسيرات شملت محاولة استهداف محيط القرم بأكثر من مسيرة انتحارية، كما تصدت قوات الدفاع الجوي الروسي لهجوم ثان بمسيرات على ميناء سيفاستوبول حيث يتواجد الأسطول الروسي الخامس ورأس خيرسونيس وخليج سيفاستوبول وبالاكلافا.
استراتيجية كييف الجديدة
قوات الأسطول الروسي تصدت للهجوم واسقطت مسيرة فوق البحر، وتم تعطيل خمس أخرى بوسائل الحرب الإلكترونية، فيما دمرت مسيرتين بحريتين في المياه خارج المدينة، وفقًا لإعلان موسكو.
وحول تكتيكات كييف خلال الساعات يقول إيفان يواس، مستشار مركز السياسات الأوكراني، إن هناك تغير بالفعل واضح نظرًا لأن المحاولات الأولى لاختراق الجبهة الجنوبية لم تعط النتيجة المتوقعة، فقد تقرر المضي قدمًا في التركيز على سلاح المسيرات ومحاولة الحصول على مقاتلات أيضًا من الشركاء الأوروبيين لأن بدون السلاح الجوي لن يتم تحرير الأراضي.
ويوضح إيفان يواس، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن كييف في الوقت الحالي لديها استراتيجية جديدة بالفعل تتمثل في عدة نقاط منها:
- محاولة تطهير الأراضي والحقول من الألغام وهذه مهمة صعبة للغاية لأن هناك معلومات تفيد بأن روسيا الآن أنشأت أكبر مساحة من الأراضي الملغومة في تاريخ الحروب.
- تتلقى أوكرانيا الآن أموالاً لإزالة الألغام من شركائنا، وتم تخصيص زيارة أمس إلى كييف من قبل رئيس كوريا الجنوبية، وكان منها تحويل مساعدات إلى أوكرانيا لإزالة الألغام من الإقليم.
- المهمة الأخرى هي التغلب على التحصينات التي بنتها روسيا، ومن المتوقع أنه بحلول منتصف الخريف، سيكون لدى أوكرانيا طيران يصعب بدونه إجراء عمليات هجومية نظرًا للتحصينات الروسية.
هل الهجمات دون جدوى؟
فوروجتسوف ستاريكوف الباحث الروسي في مؤسسة “فولسك” العسكرية، يقول إن جميع الهجمات من خلال المسيّرات الأوكرانية يتم السيطرة عليها سواء من خلال اختراق أنظمتها وتحويل مسارها، أو إسقاطها بشكل مباشر، وبالتالي المكسب الوحيد لكييف من تلك الهجمات على الشو الإعلامي ومحاولة تصوير الأمر أن هجومها يطال القرم وهذا غير حقيقي.
ويشير فوروجتسوف ستاريكوف، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، إلى أن الوضع الحالي أصبح محرج لنظام في أوكرانيا أمام الغرب وواشنطن، بعد تدمير معظم المعدات العسكرية والمدرعات وأنظمة الصواريخ التي حصل عليها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
واستبعد فوروجتسوف ستاريكوف، أن يغامر الغرب وواشنطن للمرة الثانية بإرسال مقاتلات إلى كييف، لأن ذلك سيلاقي نفس مصير المدرعات والدبابات التي دمرت بالكامل وبشكل سريع، باعتراف كييف.
من جانب آخر يرى فاديم أريستوفيتش الأكاديمي في الشئون الدولية بجامعة تافريسكي الأوكرانية، أن سلاح المسيرات الأوكراني أثبت فاعليه كبيرة خلال الفترة الماضية ولا زال، والدليل الهجمات التي تقع في داخل العمق الروسي، وضرب التحصينات والمسيرات الروسية أيضًا.
ويؤكد فاديم أريستوفيتش، خلال تصريحاته لموقع “سكاي نيوز عربية”، أن كييف مكثت خلال الشهور الماضية على تطوير صناعة المسيّرات محليا ونجحت في ذلك بالوصول إلى مسيرات بعيدة المدى، والدليل هو عمليات الاستهداف التي طالت العمق الروسي ومنها مبنى الكرملين ذاته.
وتستهدف الهجمات الأوكرانية عادة، مقر الأسطول ومنشآت الطاقة والمطارات العسكرية، وتقوم أنظمة الدفاع الجوي بالجيش الروسي، بتدمير معظم المسيرات الجوية أوكرانية.
ويُضيف أريستوفيتش، إلى نجاح أوكرانيا أيضًا في صد هجمات المسيّرات الروسية من خلال تسوير منظومات الدفاع والعمل على استخدام التكنولوجية الغربية لتقليل الخسائر التي كانت توقعها موسكو في قلب العاصمة كييف خلال فترات الحرب لأولى، وهذا يعود لعمليات التطوير المستمرة التي يقوم بها الجيش الأوكراني في ظل الحرب الدائرة الآن.