وسبق أن توالت الأخبار عن ترشيح فلاديمير بوتين للقيادي البارز في “فاغنرأندريه تروشيف لقيادة المجموعة، لكن المثير للاهتمام هو أن الرئيس الروسي اعترف بأنه اقترح ذلك على بريغوجين شخصيا، وذلك في مقابلة مع صحيفة “كوميرسانت” الروسية.

جاء ذلك خلال اجتماع أجراه بوتين في الكرملين مع بريغوجين و35 من قادة “فاغنر” في الكرملين، بعد التمرد قصير الأمد الذي شنوه على سلطات الجيش الروسي، وسعى للتفاوض على شروط استمرار مشاركة المجموعة في حرب أوكرانيا.

وقال بوتين إنه عرض على بريغوجين خلال الاجتماع خيار السماح لمقاتلي “فاغنر” بمواصلة الخدمة في أوكرانيا، تحت قيادة “سيدوي”، وهو ما يعني “الشعر الرمادي” باللغة الروسية، في إشارة إلى تروشيف بدلا من بريغوجين.

وأضاف: “يمكن لهم التجمع في مكان واحد والاستمرار في الخدمة. لن يتغير شيء بالنسبة لهم. سيقودهم نفس الشخص الذي كان قائدهم الفعلي طوال هذا الوقت”.

ونوه الرئيس الروسي إلى أن “العرض قوبل ببعض الدعم من قادة فاغنر”، موضحا: “أومأ الكثير منهم برؤوسهم عندما قلت هذا، لكن بريغوجين، الذي كان جالسا أمامهم ولم ير (رد فعلهم)، قال: (لا، لن يوافق الرجال على هذا القرار)”.

ويبدو أن المقابلة جزء من جهد أوسع من قبل الكرملين لكسب ولاء قادة فاغنر، بالتزامن مع محاولات لتشويه سمعة بريغوجين، من خلال تسريب معلومات وصور حساسة ومحرجة له.

واعتبر محللون أن تمرد فاغنر “كشف ضعف بوتين وعدم قدرته على إدارة الصراعات بين مختلف اللاعبين في نظامه”.

وقال الباحث السياسي دارا ماسيكوت لصحيفة “غارديان” البريطانية، إن “نسخة بوتين للأحداث تشير إلى أنه يمكن أن يحظر فاغنر في أي لحظة، بينما كان يسعى إلى خلق شقاق بين بريغوجين ومقاتليه”.

وأضاف: “(بوتين يقول) سأفصل بريغوجين عن فاغنر ومقاتليها، التي ما زلت بحاجة إليهم. ما زلت بحاجة إلى هذه الأداة. أنا لست بحاجة إلى الرجل كثيرا”.

من جانب آخر، قال المستشار السياسي كاتب الخطابات السابق لبوتين عباس غالياموف، إن “حقيقة لقاء الاثنين أظهرت أن بوتين كان على استعداد لتسوية الأزمة مع بريغوجين“، بعد التمرد الذي وقع في 24 يونيو الماضي.

وتابع: “لا يزال الطرفان بحاجة إلى بعضهما البعض”، لكنه أضاف أن “تصريحات بوتين إلى كومرسانت والحملة الإعلامية ضد بريغوجين، تشير إلى أن الجانبين لم يتوصلا إلى أرضية مشتركة”.

واستطرد غالياموف: “إذا وضع بوتين وبريغوجين مشاعرهما جانبا، فمن المنطقي أن كلا اللاعبين يفضلان السلام حتى تتمكن روسيا من استخدام قوات فاغنر في أوكرانيا. كلا الجانبين بحاجة إلى بعضهما البعض”.

وقال: “الهدف الأسمى بالنسبة لبوتين هو الحرب في أوكرانيا، بينما يعرف بريغوجين أنه من دون الرئيس، يكون موقفه متزعزعا للغاية”.

وكانت الولايات المتحدة قد قالت إنه “تم تهميش فاغنر إلى حد كبير في أوكرانيا، وهو الاتجاه الذي بدأ بعد إعلان المجموعة الانسحاب في مايو، بعد قتال رئيسي في مدينة باخموت.

وقالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون)، الخميس: “في هذه المرحلة، لا نرى قوات فاغنر تشارك بأي مهمة لدعم العمليات القتالية في أوكرانيا”، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن “غالبية مقاتلي فاغنر بقوا في أوكرانيا التي تحتلها روسيا، حيث تمركزوا قبل التمرد”.

skynewsarabia.com