هبة بريس ـ ياسين الضميري

مبروك المغرب، بهاته العبارة أعلن جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا عن منح المملكة العظيمة شرف تنظيم البطولة العالمية الأغلى و الأعرق فوق الكرة الأرضية مناصفة مع إسبانيا و البرتغال.

قبل ذلك، زف الملك محمد السادس البشرى السعيدة لشعبه الوفي، حيث أعلن أن ملف ترشيح المغرب و إسبانيا و البرتغال هو الوحيد الذي وضع لدى المصالح المعنية، معلنا في ذات الوقت بأن بلادنا ستنظم المونديال سنة 2030.

انطلقت الاحتفالات في كل ربوع المملكة، من طنجة للكويرة، في كل المدن، الدار البيضاء و أكادير و مراكش و طنجة و العيون و الداخلة و الكركرات و غيرهم، الكل مزهو مبتهج مفتخر بما حققه المغرب بقيادة عاهل البلاد.

و في غمرة الفرح الشعبي العارم، سمع المغاربة نواح و بكاء أحدهم من بعيد، الأمر يتعلق بالمدعو حفيظ الدراجي، مدمن “الكالة” و بوق نظام العسكر الجزائري، الذي يبدو أنه لم يستطع أن يخبئ شعوره بالغبن و الحسد و الحقد بعدما حقق الجار ما عجز عنه جنرالات بلده رغم أموال الغاز و البترول.

المدعو الدراجي الذي أصابته جلطة بعثرت أفكاره، فلم يعد يدرك ما يقول، فاختلط عليه اختطاف الكاف بورطة الفيفا بترشيح السعودية 2034، فحاول يائسا نشر تدوينة تفيد شيئا واحدا أن الرجل يحتاج فعلا لمخدر يهدئ غليانه الذي سيستمر من الآن و حتى سنة 2030.

بوق كابرانات الجزائر و حين نال المغرب باستحقاق شرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا لسنة 2025 بعد أن تفوق على بلده الجزائر التي نالت صفر صوت، فاضطرت للهرب و الانسحاب مثل الجبناء و الكسلاء، خرج ليقول بأن الكاف مختطف و أن لقجع يتحكم في دواليب القرار في الاتحاد الإفريقي و بأن موتسيبي له مصالح اقتصادية و تجارية مع المروك و هلم جرا.

بعد أن أعلن الملك محمد السادس عن تنظيم المملكة للمونديال، تجمد المدعو الدراجي في مكانه و تسمر فيه لدقائق، كما هو حال باقي من يمثلون قصر المرادية، متسائلين هل صحيح ما يقول ملك المغرب؟

لتأتي الصدمة بعد ذلك بدقائق، من خلال عبارة “مبروك المغرب” التي نطق بها رئيس الفيفا بالعربية، و كأن المصائب لا تأتي فرادى، فراح صاحب الصوت النشاز و البغيض يترنح كالذيك المذبوح، لا هو مصدق لما سمع و لا هو مدرك لما سيفعل و لا هو مستوعب لما سيقول و كيف سيعقب و يرد، و هل سيقول هاته المرة بأن الفيفا كما الكاف مختطفة و لقجع يتحكم في الاتحاد الدولي و هلم جرا من خزعبلات مدمن تم ضبطه متلبسا و تصويره علنا و هو يستعمل إحدى أنواع المخدرات في غرفة التعليق الصوتي.

الفيفا في ورطة، و قد تخلصت منها، تفتقت عبقرية “مول الكالة” فلم يجد أغبى من هذا التبرير، مما يدل على أنه فعلا قد أصيب بجلطة تحتاج لعملية جراحية عاجلة في مستشفيات الصحراء المغربية لاستئصال عقدة إسمها “المغرب” من مخيلته التي اختلط بها النيكوتين مع الكالة و التي ثبت طبيا أنها تؤثر على التفكير السليم و معها الجهاز التناسلي و تضعف صاحبها الذي يتحول من فرط الإدمان إلى عاجز، و لربما هذا ما حدث مع صاحب الصوت النشاز الذي تشير عصبيته لشيء واحد و هي أنه فعلا يعاني من شيء يعجز عن البوح به.

بوق الكبرانات سيظل يحلم حتى يصل أجله بأن تنظم بلاده و لو مباراة واحدة في كأس العالم، و سيظل يتمنى لو بلاده التي تصرف الملايير لتسليح العصابات المعادية للمغرب تترشح لتنظيم بطولة بحجم المونديال، فقط مجرد الترشح حلم صعب المنال، قد يفارق الدنيا و حلمه لم يتحقق بعد، و ما وصفه بالورطة فهو يمني نفسه كما حال مواطني بلده بأن يتورطوا فيها كذلك و مع ذلك لن يتحقق المراد، لأن الورطة الحقيقية هي أن تنشغل في الكلام و تصريف الحقد بينما مملكة الشرفاء تشتغل و تعمل و تبني و تتقدم.

عاش الملك، و شكرا لك أيها الملك العظيم، و لكل خدام الوطن الأوفياء و في مقدمتهم “مرضي سيدنا” فوزي لقجع، الذي ذات يوم سؤل عن انتقادات بعض الذباب النتن الرائحة الممول بدنانير الغاز، فأجاب بعبارة: “نحن نشتغل و هم يتكلمون، أعير اهتماما لبلدي و أخدمه وفق توجيهات الملك و لا يهمني من يتحدث أو يشير لنا بأصابعه، فالميدان من يتكلم و النتائج من تتحدث”.

مبروك المغرب، بلسان إنفانتينو نعيدها، و اللهم كثر حسادنا كما قال ملكنا العظيم، و الله يشافي كل من أصيب بجلطة بسبب المغرب…

ما رأيك؟

المجموع 1 آراء

0

1

هل أعجبك الموضوع !

hespress.com