واللافت أن أغ غامو من قبيلة إمغاد الطارقية، وعاد إلى كيدال بعد 12 عاما، إذ قضى شطرا كبيرا من حياته مقاتلا في صفوف القوات المالية، وفي عدة حروب أهلية وإقليمية في الخارج.

وشهد نوفمبر الجاري، معارك ضارية بين القوات الحكومية وحركات أزواد المسلحة، حول السيطرة على إقليم أزواد شمالا، انتهت حتى الآن بسيطرة الحكومة على مدينة كيدال الرئيسية في الإقليم.

وتتكوَّن الحركات الأزوادية أغلبيتها من الطوارق، بجانب عرب، وتعدّ مجموعة “إمغاد” التابعة إلى أغ غامو، من الطوارق المختلفين معها، فيما يخص الموقف تجاه الحكومة وانفصال إقليم أزواد.

من هو الحاج أغ غامو؟

  • وُلِد عام 1964 بتيدرمين بدائرة ميناكا، وهو من قبيلة إمغاد الطارقية.
  • انضم عام 1980 إلى الجيش الليبي ضمن “الفيلق الأخضر”، وهي وحدة مِن المُتطوّعين العسكريين الأجانب، أنشأها الجنرال الليبي “علي شريف الريفي” في عام 1972 بليبيا.
  • بعد عام من التدريب في ليبيا، ثم 6 أشهر في سوريا مع القوات الخاصة، شارَك في الحرب الأهلية اللبنانية إلى جانب الفصائل الفلسطينية، وبعد عدة سنوات من الحرب، عاد إلى ليبيا، ثمّ شارك في الصراع التشادي – الليبي.
  • عاد غامو إلى مالي عام 1988، وخلال ثورة الطوارق 1990-1996 انضم إلى الجيش الثوري لتحرير أزواد (ARLA).
  • في عام 1999، أثناء الحرب الأهلية في سيراليون، شارك كجندي حفظ سلام في بعثة الأمم المتحدة في سيراليون. وبعد عودته من سيراليون إلى مالي عام 2000، حصل على وسام الشجاعة العسكرية، وتمّت ترقيته إلى رتبة مقدّم.
  • كان رجلا موثوقا به من جانب الرئيس المالي الراحل، أمادو توماني توري، الذي عيّنه نائبا لرئيس الأركان المالي عام 2010، وكان مستشاره في تعيين العرب والطوارق في مناصب رئيسية في الشمال.
  • في 2012، تولّى قيادة القوات المالية في كيدال، التي يبلغ قوامها ما بين 500 إلى 600 رجل، وعندما تعرّضت المدينة لهجوم في 26 مارس من القوات الأزوادية، تخلّى عن المدينة، وتراجع بقواته، باتجاه جنوب مالي.
  • في 2 ديسمبر 2012، تعرض لمحاولة اغتيال في نيامي عاصمة النيجر، بعد إطلاق الرصاص عليه.
  • في أغسطس 2014، أسّس غامو مليشيا تعمل لجانب الحكومة المالية، وهي مجموعة الطوارق للدفاع الذاتي “إمغاد” وحلفائهم (غاتيا).
  • في 4 سبتمبر 2019، تم تعيين اللواء أغ غامو مفتشا عاما للجيوش والأجهزة المالية، ثم أُقيل من منصبه في 2021.
  • أصيب غامو في 2022، بجروح خطيرة في الجذع والذراع خلال كمين نصبه تنظيم داعش الإرهابي، في الصحراء الكبرى، خلال معركة أنديرامبوكان.

رسائل داخلية وخارجية

الأكاديمي الفرنسي وأستاذ العلاقات الدولية، فرانك فارنيل، يرى في تعيين أغ غامو، حاكما لكيدال، بعد سيطرة القوات الحكومية المدعومة بمقاتلي مجموعة “فاغنر” الروسية على المدينة، رسائل توجهها الحكومة للداخل والخارج.

أما الداخل، فهي “رسالة طمأنة” قدر الإمكان للسكان من الطوارق، بأنهم يشاركون في الحكم، ومَن يتولى المدينة التي يسكن بها الكثير من الطوارق هو منهم، كما يوضّح فارنيل لموقع “سكاي نيوز عربية”.

وأما رسالة الخارج، فهي أن تعيين قائد من الطوارق لتولي أمور القتال الحكومي ضد خصومها قد يخفّف الهجوم عليها فيما يخص الاتهامات باعتمادها الكبير على مجموعة “فاغنر”، التي يتردّد قيامها بأعمال قتل وتصفية خارج القانون.

إلا أن الأكاديمي الفرنسي، يلفت إلى أن رفع علم “فاغنر” على قلعة كيدال “إشارة لأنها تتولّى قيادة العمليات في الشمال”.

عَلَم “فاغنر”

واستعانت الحكومة المالية بشركة “فاغنر” الروسية المسلّحة الخاصة، بعد رحيل القوات الفرنسية، في مكافحة الجماعتين الإرهابيتين، “القاعدة” و”داعش”، في شمال مالي منذ نحو عامين.

ودأبت حركات من إقليم أزواد على اتهام الحكومة باستخدام عناصر “فاغنر” أيضا ضد الحركات الأزوادية، وهو ما أكدته “فاغنر” بنفسها بإعلانها، لأول مرة، وجودها في شمال مالي بعد رفع علمها بدلا من العلم المالي على قلعة كيدال، عقب السيطرة عليها منتصف نوفمبر الجاري.

وظهرت قوات “فاغنر” للعلن عدة مرات في صور تمّ بثها عبر وسائل التواصل في مناطق عدة، شمال البلاد، لكن باماكو أنكرت في أكثر من مناسبة وجود “فاغنر” بين قواتها هناك، واقتصرت على القول إنَّها جلبت مدربين وتقنيين فقط.

skynewsarabia.com