في وقت سجلت بؤر “معامل الفراولة” بدائرة للا ميمونة، التابعة لإقليم القنيطرة، حصيلة ثقيلة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، تعالت الأصوات المطالبة بمحاسبة أرباب العمل الذين تسببوا في الكارثة التي ضربت المغرب.

وكشفت وزارة الصحة أنه من أصل 539 إصابة مؤكدة جديدة بفيروس كورونا المستجد خلال الـ24 ساعة الماضية، سجلت جهة الرباط سلا القنيطرة 457 إصابة جديدة، جميعها في بؤرة الفراولة بدائرة للا ميمونة، علماً أن السلطات الصحية تترقب نتائج مئات التحاليل المرتبطة بالبؤر الوبائية نفسها.

وضمن سؤال كتابي موجه إلى رئيس الحكومة حول تنامي حالات الإصابة بكوفيد 19 في بؤرة إنتاجية بدائرة لالة ميمونة بإقليم القنيطرة، طالبت النائبة فاطمة الزهراء برصات، عن مجموعة التقدم والاشتراكية، بتحميل أرباب العمل المسؤولية المدنية عن أي خلل قد تترتب عنه إصابة العمال والعاملات بالوباء، وبالتالي المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي يسببه الإخلال بالالتزام، داعية إلى الكشف عن التدابير التي ستتخذها الحكومة من أجل تقيد أرباب العمل في الوحدات الإنتاجية بشروط الصحة والسلامة لفائدة العاملات والعاملين لديهم.

وقال سؤال البرلمانية المعارضة إن أسباب هذه البؤرة تعود لعدم اتخاذ المشغلين ما يكفي من التدابير الاحترازية الواجبة لحماية العاملات والعمال وحماية مخالطيهم من الإصابة بعدوى كوفيد 19، مشيرة إلى أن هذا الأمر سبق أن تم تنبيه الحكومة إليه في مناسبات سابقة، ويقتضي اليوم اتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة لجعل أرباب الوحدات الإنتاجية يوفرون شروط السلامة الصحية للعاملات والعاملين لديهم، ويتقيدون بها، وتحميلهم المسؤولية المدنية عن أي خلل قد تترتب عنه إصابتهم بالوباء.

وأبدت البرلمانية المذكورة مخاوفها من أن تتحول هذه البؤرة إلى كارثة إنسانية تتزامن مع انتظارات المواطنين لتدابير تخفيف الحجر الصحي، مبرزة أن الأخبار غير السارة التي تصلنا عن بؤرة لالة ميمونة التي تعود ملكيتها لأحد الأجانب من شأنها بعثرة كل الحسابات، لاسيما في ظل الامتداد الجغرافي لمخالطي العاملات والعمال الذين يشتغلون فيها، ما يبقي الحصيلة مرشحة للارتفاع.

وأورد السؤال البرلماني: “في وقت كانت بلادنا تحقق نتائج جيدة في تصديها لهذه الجائحة، نفاجأ بتفجر بؤرة وبائية كبيرة في وحدة إنتاجية فلاحية للفراولة بدائرة لالة ميمونة في إقليم القنيطرة”، مبرزا أنها “أدت إلى ارتفاع عدد الحالات المؤكدة بها إلى المئات، وهو رقم مهول وغير مسبوق منذ ظهور هذا الوباء في بلادنا في الثاني من مارس الماضي”.

hespress.com