تعرف العديد من دواوير إقليم تنغير في الأسابيع الأخيرة “أزمة عطش” حادة إثر نضوب مياه الآبار، وهي الظاهرة التي أضحت تتكرر خلال كل فصل صيف يعقب موسما جافا، الأمر الذي يجعل غالبية المواطنين، خاصة القاطنين بالجبال، يتحملون مشاق جلب الماء الشروب بطرق بدائية.

ونظمت في السنوات الأخيرة بإقليم تنغير عدة احتجاجات، طلبا لوضع حد لشبح العطش الذي يجثم على صدور الدواوير التي تعيش شحا في هذه المادة الحيوية، إلا أن الوضع نفسه يتكرر مع بداية كل فصل صيف، إذ ترتفع الحرارة التي تصل في بعض الأحيان إلى 45 درجة.

وعلاقة بالموضوع ذاته، اشتكت ساكنة موغنبو أكديم الواقع بالنفوذ الترابي لجماعة تغزوت نايت عطى، ما سمته “التأخر في إنهاء أشغال مشروع تزويدها بالماء الصالح للشرب الذي تم تمويله من صندوق التنمية القروية”، مشيرة إلى أن أشغال الشطر الأول والثاني ومشروع الطاقة الشمسية انتهت دفعة واحدة.

وأوضح أحمد بنصالح، فاعل جمعوي بالمنطقة، أن المقاولة المكلفة بإنجاز القنوات المائية لم تنجز مجموعة من البنود المهمة في دفتر التحملات، أهمها نظام التعقيم وخدمات أخرى، لافتا إلى أن المشروع يجب أن يكتمل في أقرب الآجال، لأن الساكنة تعاني من غياب الماء الصالح للشرب، ومهددة بشبح العطش.

وأضاف المتحدث ذاته في تصريح لهسبريس: “الساكنة وكل ممثليها يطالبون بإيفاد لجنة مختصة للوقوف على هذه الخروقات ومعالجتها في أقرب الآجال، خصوصا أن منطقة موغنبو تشهد ندرة الماء بشكل خطير يستلزم إنزال المسؤولين بجميع رتبهم للحد من هذه الجائحة التي تسبب حاليا أضرارا خطيرة على المزروعات والساكنة”.

وطالب العديد من المواطنين من الساكنة نفسها المسؤولين عن هذا المشروع الحيوي بتطبيق المسطرة القانونية في ما يخص نزع الضمانة المؤقتة والنهائية للشركة، وتكليف شركة أخرى لإتمام المشروع، مشيرين إلى أن “الملك محمد السادس يطالب دائما بمساعدة ساكنة المناطق القروية وتوفير كل الحاجيات الضرورية لها، خاصة الماء الصالح للشرب الذي يتابعه جلالته بنفسه في جميع مناطق المغرب”، وفق تعبيرهم.

وعند استقاء تعليق مسؤولي عمالة إقليم تنغير بخصوص تعثر هذا المشروع، قال محمد ريفقي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بالعمالة، إن الشركة المكلفة بإنجاز المشروع أنجزت ما تمت المصادقة عليه في دفتر التحملات، مشيرا إلى أن “قسم التجهيز بالعمالة هو المكلف بتتبع المشروع، وسيقوم بزيارته للوقوف على حقيقة الوضع”، بتعبيره.

hespress.com