احتج، الجمعة، العشرات من “الفراشة” المنحدرين من سبت أولاد النمة، ومن مناطق مجاورة بإقليم الفقيه بن صالح، على قرار السلطات المحلية، القاضي بتحويلهم من أكبر شارع بالمدينة إلى مكان بمحاذاة السوق الأسبوعي.

ويلتمس المحتجون الذين يمتهنون حرفا مختلفة، من ضمنها بيع الخضر والملابس والمأكولات الخفيفة والفواكه الجافة والطرية والمواد الغذائية والسلع القديمة، من السلطات المحلية التراجع عن قرارها ضمانا للقمة عيشهم، وحفاظا على أماكنهم التي كانوا يستغلونها منذ أزيد من 20 سنة، حسب تصريحات متطابقة لهسبريس.

وأعرب الزاكي خالد، من حي العلاوة، في تصريح للجريدة، عن قلقه من موقف السلطات المحلية، الذي جاء في ظرفية لا يزال فيها الكل يعاني من تداعيات حالة الطوارئ، وإجراءاتها التي قضت بإغلاق الأسواق.

وعبر الزاكي عن رفضه لقرار السلطات المحلية في ظل غياب بديل مقبول، مبرزا أنه قضى أزيد من 20 سنة في هذا الشارع الرئيسي، وقوت أبنائه الثلاثة مرتبط بممارسته هذه الحرفة.

من جانبه، أوضح بزاري بوعزة، من حي النخلة، أن المكان المقترح هو في ملكية الخواص. كما أن حجمه لا يستطيع احتواء هذا العدد الهائل من “الفراشة”، الذين يستغلون الشارع العام مرة في الأسبوع فقط.

وزاد أن “الفراشة حاولوا التواصل مع السلطات المحلية من أجل إيجاد حل يرضي الطرفين لكن دون جدوى، ما جعل المتضررين يُصرون على الحفاظ على أماكنهم إلى حين تحويل السوق الأسبوعي إلى وجهته المقترحة”.

وقالت بحراوي فاطمة، أم لستة أطفال تقطن بسبت أولاد النمة، “لقد قضيت أربعة شهور في الحجر الصحي، تحملت فيها عبء ديون مختلفة، ضمنها فواتير الماء والكهرباء وقروض صغرى، واليوم وبعدما فرحنا بقرار التخفيف وفتح الأسواق، وجدنا أنفسنا أمام محنة أكبر، ما يتطلب من الجهات المسؤولة التدخل لإنقاذ أطفالنا”.

وتابعت بحراوي: “كنا نمارس هذه التجارة مرة في الأسبوع منذ أزيد من 20 سنة، ولم يسبق للسلطات المحلية أن تدخلت لمنعنا، ما جعلنا نستغرب من هذا القرار المفاجئ الذي سوف يُدمر حياتنا، إذ لا ملجأ لنا في غياب بديل واقعي”.

وأوضح مصدر مسؤول لهسبريس أن عملية ترحيل “الفراشة” من شارع محمد الخامس، أحد أكبر شوارع المدينة، إلى مكان محاذٍ للسوق الأسبوعي، تدخل في إطار الجهود المبذولة لتحرير الملك العمومي، وتطبيق إجراءات السلامة الصحية، والحد من الفوضى التي تعرقل حركة السير والجولان.

hespress.com