واعتبر المسؤول الإيطالي الذي شغل سابقا منصف وزير الخارجية أن ليبيا باتت تمثل اليوم مصدر إزعاج لأوروبا، وخصوصا في ظل الفوضى وعدم الاستقرار، وانتشار التطرف والإرهاب.
ولفت فراتيني إلى تأثير الأزمة الليبية على الدول الأوروبية فيما يتعلق بمسألة المهاجرين الذين سيتدفقون إلى القارة العجوز، وذلك بفضل التدخل التركي في الشأن الليبي، واستغلال أنقرة لهذه القضية لصالحها.
وأوضح أن التقدم الذي أحرز في مؤتمر برلين، والاتفاق المدعوم من الأمم المتحدة، والذي ينص على وقف تدفق الأسلحة إلى ليبيا، قد تعرض لانتهاكات من جانب تركيا التي زادت من وتيرة تصديرها للسلاح والإرهابيين والمتشددين لدعم حكومة فايز السراج، فقبل أن يجف الحبر الذي استخدم للتوقيع على الاتفاق، أبحرت سفينة “بانا” التركية نحو ميناء طرابلس وهي محمّلة بالسلاح.
وبيّن فراتيني أن انشغال أوروبا بالتعامل مع جائحة كورونا، سمح لتركيا بمواصلة انتهاكها للقوانين الدولية، والاستمرار بنقل السلاح لحكومة طرابلس.
وشدد وزير الخارجية الإيطالي الأسبق أن عدم تحرك الدول الأوروبية لوقف ما تقوم به أنقرة سيجعل القارة وخصوصا الدول الجنوبية فيها، تتحمل تبعات موجة جديدة من طالبي اللجوء والمهاجرين غير الشرعيين.
ووصف ما يقوم به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”الانتهازية”، واستغلال الأوضاع العالمية، لمواصلة ضخ العتاد وآلاف المقاتلين المرتزقة السوريين، الذين يمتلك عدد منهم صلات مع تنظيمات إرهابية.
وسلط الضوء على الإغراءات التي يقدمها أردوغان لهؤلاء المقاتلين، مشيرا إلى وعود بالجنسية ورواتب عالية وتحمل نفقات العلاج في حال تعرضهم لأي إصابات بالمعارك التي يخوضونها أمام الجيش الوطني الليبي، في سبيل تحقيق هدف تركيا المتمثل بالسيطرة على ليبيا وتشكيل إمارة متطرفة فيها.
وفي حال نجاح مخطط أردوغان بليبيا، فإن على الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، بحسب فراتيني، الاستعداد لاستقبال آلاف الفارين من العيش في مثل هذه الدولة المتطرفة التي تديرها تركيا، وهو آخر ما تريده بلدان الاتحاد التي تحاول التعافي من الآثار التي خلفها تفشي وباء “كوفيد-19“.
وفي ختام مقاله، دعا فراتيني أوروبا والمجتمع الدولي لمواجهة التهديد الذي يمثله الدور التركي في الأزمة الليبية، والتعامل مع الملف من منطلق تأثيره على الاستقرار بمنطقة البحر الأبيض المتوسط، والعمل الجاد لمنع أنقرة من مواصلة ضخ مليارات الدولارات والأسلحة والمقاتلين، وإلا فعليها تجهيز نفسها لأزمة مهاجرين جديدة أكثر خطورة هذه المرة.