​​​​​​جيا شيويه، الأستاذة المساعدة في جامعة تورنتو، تستخدم تقنية تعلم الآلة في تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي لتتتبع ردود فعل الناس تجاه الجائحة بشكل فوري لتزود القائمين على اتخاذ القرارات بما يلزمهم من معلومات. حقوق الصورة: David Lee

منذ لحظة الإعلان عن فيروس مجهول قد يكون مميتًا، تَصدَّر الموضوع كل وسائل التواصل الاجتماعي، ما أدَّى لخلق كمٍّ ضخمٍ من البيانات استغلته جيا شيويه Jia Xue، الأستاذة المساعدة من جامعة تورنتو، التي تستخدم المناهج الحسابية لدراسة قضايا العدالة الاجتماعية.

بدأت شيويه على الفور في استخراج المعلومات من وسائل التواصل الاجتماعي بما فيها تويتر وويبو ويوتيوب، لمساعدة واضعي السياسات وممارسي الصحة على فهم ردود فعل الناس تجاه الوباء والعواقب النفسية له بشكلٍ أفضل.

تقول شيويه، الأستاذة المساعدة في كلية إنوينتش للخدمة الاجتماعية وكلية المعلومات بجامعة تورنتو: “يُمكننا عن طريق تحليل محتوى وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام تقنية تعلم الآلة الحصولُ على فهمٍ سريع وقويٍّ حول كيفية تفاعل الناس مع الجائحة، وكيف تتغير تفاعلاتهم مع تطور الوباء، ومن ثم يمكن استخدام هذه المعلومات؛ لتحسين صُنع القرار من قبل القائمين على الصحة العامة”.

شيويه هي مؤسِّسة ومديرة معمل الذكاء الاصطناعي من أجل العدالة التابع لجامعة تورنتو، يستخدم الباحثون فيه تقنيات متطورة للبحث في موضوعاتٍ متعددةٍ مثل سوء معاملة الأطفال والتنمر في المدرسة، والآن أضافوا لعملهم عملًا آخر؛ وهو تداول المعلومات الصحية حول فيروس كورونا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديد الموضاعات الرائجة في رسائل تويتر؛ يستخدم الباحثون تحليل العواطف لمعرفة أفكار الناس وعواطفهم.

يجمع فريق شيويه باستمرار ملايين التغريدات العشوائية المتعلقة بالجائحة منذ أوائل يناير/كانون الثاني، وتقوم شيويه بنفس الشيء مع معاونيها في الصين من خلال ويبو، وهو الموقع المكافئ لتويتر هناك. تقول شيويه: “إن تويتر وويبو منجما بيانات ذهبيَّان”. مع ملاحظة أن التغريدات التي جُمِعت لا تحتوى على معلومات تعريف شخصية؛ لضمان خصوصية المستخدمين.

تشير تحليلات شيويه لرسائل ويبو إلى تزايد المشاعر السلبية مثل القلق والكآبة بعد الإعلان عن فيروس كورونا في الصين، في الوقت الذي تراجعت فيه المشاعر الإيجابية والشعور بالرضا من الحياة.

بالنسبة لتويتر كان هناك نوعان من المشاعر هما الأكثر شيوعًا: الأول هو الخوف جرَّاء الإصابات والوفيات التي يُعلن عنها باستمرار، والثاني هو محاولة توقُّع ما يُتَّخذ من إجراءات الصحة العامة كالقيود التي تُفرَض والإغلاق.

كشفت أبحاث شيويه مؤخرًا عن تحولٍ في الموضوعات الأكثر رواجًا على تويتر، جُمِعت 23 مليون رسالة إنجليزية في الفترة بين 7 مارس/آذار و21 إبريل/نيسان بيّنت انتشار الحديث عن الحاجة إلى لقاح، وعن إجراءات الحجر الصحي، والأثر الذي أحدثه الفيروس في المجتمع. كان هذا على النقيض من المواضيع التي شاعت ضمن 10 ملايين تغريدة كُتبت في الفترة بين 20 يناير/كانون الثاني و7 مارس/آذار حيث كان الضوء مُلقًى على كيفية منع وقوع الفيروس، والتدابير الوقائية، والأثر الاقتصادي، بدلًا من أعراض المرض وعلاجه.

تقول شيويه: “إن طريقتنا المدعومة بالذكاء الصنعي تتقدم عن الطرق التقليدية لإجراء الاستبيانات حيث تكون على نطاقٍ محدودٍ وتستهلك وقتًا كثيرًا وغير متزامنةٍ مع الأحداث، أما بهذه الطريقة، فيمكننا على الفور توفير مصدرٍ غنيٍّ بالمعلومات لمتخذي القرار والأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين وأطباء الأمراض النفسية الذين سيقدمون العلاج للأفراد والجماعات المتضررة”.

لقد نَشرت شيويه بالفعل أربع أوراقٍ بحثية تدور حول الجائحة منذ مارس/آذار، ولا تزال تعمل على أوراقٍ أخرى. وتلقّت مؤخرًا منحةً من المعاهد الكندية للبحث الصحي للبحث في زيادة خطر العنف الأسري خلال فترة الحجر الصحي في كندا.

تقول شيويه: “سنجد دومًا جدالًا قائمًا حول الاستخدام المسؤول لمن في يده البيانات الضخمة، ولكننا أظهرنا أنه يمكن استخدامها لوضع الاستراتيجيات التي تهدف إلى تغيير اجتماعي إيجابي، وعمَلُنا هذا خلال الجائحة هو فقط مثالٌ آخر”.

nasainarabic.net