أرخت الأزمة الوبائية بظلالها على المخزون الاستراتيجي من الدم في المملكة، حيث تراجعت نسبة إقبال المتبرعين على مراكز تحاقن الدم على الصعيد الوطني، لا سيما خلال الفترة الصيفية التي تشهد خصاصاً حاداً في هذه المادة الحيوية.

وفي خضم انْشغال المغاربة بتطورات الوضعية الوبائية خلال الفترة الأخيرة، تسجل مراكز تحاقن الدم نقصاً كبيراً في أكياس الدم، جراء خوف المتبرعين من عدوى “كوفيد-19″، في وقت تحتاج فيه المشافي بشدة إلى هذه المادة الحيوية بالنظر إلى طبيعة المرحلة الحساسة.

وتعليقاً على ذلك، قالت نجية العمراوي، مسؤولة التواصل والتحسيس بالمركز الوطني لتحاقن ومبحث الدم، إن “نسبة المتبرعين بالدم تنخفض بشكل مهول في فصل الصيف، بينما نعيش مرحلة حرجة في البلاد على خلفية تفشي كوفيد-19”.

وأضافت العمراوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “المتبرعين يتخوفون من خطر الفيروس، لكننا نحاول تحسيس المواطنين بأنه لا يوجد أي مشكل في حالة التبرع بالدم، نظرا لتوافر جميع التدابير الاحترازية والشروط الوقائية في المراكز”.

وأوضحت المسؤولة عينها أن “المركز الوطني لتحاقن الدم ينخرط في شراكات مختلفة مع السلطات المعنية، من قبيل وزارة الداخلية والقوات المساعدة والمديرية العامة للأمن الوطني”، مبرزة أنه “يضع برامج محددة تتضمن تواريخ التبرع بالدم”.

ولفتت إلى أن “الشراكة تشمل كذلك فعاليات المجتمع المدني، التي تسهر على توعية المواطنين بأهمية خطوة التبرع بهذه المادة الحيوية”، مشددة على أن “كل شروط الوقاية موجودة في المراكز، بدءاً من التعقيم، وصولا إلى ارتداء الكمامة، وانتهاءً بالتباعد الجسدي”.

وأكدت المصرحة لهسبريس أن “المركز نظم حملة وطنية منذ يومين، ابتدأت بوزارة الداخلية التي تقوم بأدوار طلائعية في التبرع بالدم خلال الجائحة”، موردة أن “الخصاص الكبير يوجد في خمسة مدن كبرى، تأتي في مقدمتها مدينة الدار البيضاء التي تصل حاجياتها اليومية إلى 400 كيس من الدم”.

وأشارت مسؤولة حملات التبرع بالدم في المركز الوطني لتحاقن الدم إلى أن “حاجيات الرباط من هذه المادة الاستراتيجية تبلغ 300 كيس في اليوم، بينما يتراوح المعدل بين 150 و200 كيس في مراكش وفاس وطنجة خلال اليوم الواحد”.

كما نبهت إلى أن “فصل الصيف يشهد حوادث كثيرة، يضاف إليها المستجد الوبائي الراهن، ما يجعل المستشفيات المغربية في حاجة دائمة إلى مادة الدم”، مبرزة أن “الخصاص المهول يحدث في العطل وأيام نهاية الأسبوع”.

hespress.com