إجماع وطني على الحالة الوبائية المقلقة بالمملكة، بالنظر إلى ارتفاع الحالات النشطة والحرجة، في ظل عدم التزام نسبة كبيرة من المواطنين بالتدابير الاحترازية التي توصي بها وزارة الصحة؛ الأمر الذي أدى إلى تزايد الضغط على الأطر الصحية التي ترابط في الصفوف الأمامية من أجل التصدي للوباء.

فقد نبّه الخطاب الملكي، بمناسبة الذكرى السابعة والستين لثورة الملك والشعب، إلى تضاعف عدد المصابين بـ “كورونا”، مرجعا ذلك إلى عدم احترام التدابير الصحية الوقائية؛ وهو ما وصفه الملك بأنه “سلوك غير وطني ولا تضامني”، مشيرا، أيضا، إلى أن “هذا السلوك يسير ضد جهود الدولة”.

حالة تراخٍ

بالنسبة إلى البروفيسور عبد العزيز عيشان، الاختصاصي في أمراض الجهاز التنفسي، فإن “الوضعية الوبائية مقلقة للغاية؛ وهو ما نلاحظه في الشارع العمومي والمقاهي والمراكز التجارية وغيرها من المرافق”، مبرزا أن “اللامبالاة التامة توجد في الأحياء الشعبية والراقية معاً”.

لذلك، قال عيشان، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “الإجراءات الاحترازية غائبة لدى المواطنين، سواء ما يتعلق بارتداء الكمامة الواقية أو احترام مسافة الأمان”، مستدركا: “هناك حالة تراخٍ عامة في المجتمع، حيث يعتقد غالبية الناس أن كورونا لن تمسهم؛ ما يجعلهم مسؤولين عن تفشي الفيروس”.

وأوضح الأستاذ الجامعي أن “الوضعية الوبائية الراهنة تدفع إلى فرض الحجر الصحي من جديد، بالنظر إلى الاكتظاظ الشديد في مستشفى ابن رشد بالدار البيضاء، والأمر نفسه يسري على أقسام الإنعاش والعناية المركزة بمشافي مراكش”، لافتا إلى أن “الحجر الصحي سيصبح ضرورة ملحة في المستقبل”.

وتابع البروفيسور عيشان حديثه: “صحيح أن تداعيات الحجر الصحي صعبة من الناحية الاقتصادية؛ لكنه يبقى الحل الوحيد المتبقي للدولة أمام تضاعف حالات الإصابة”، خاتما: “المواطن غير واعٍ بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقه، عبر ارتداء الكمامة والحرص على التباعد الجسدي”.

وضعية مخيفة

من جانبه، أفاد محمد اعريوة، الكاتب العام للمنظمة الديمقراطية للصحة، بأن “الخطاب الملكي جاء في وقته المناسب، حيث نبه، مع الأسف الشديد، إلى الأرقام المرتفعة التي تسجلها بلادنا، من حيث أعداد المصابين بفيروس كوفيد-19؛ الأمر الذي أدى إلى تفاقم الحالة الوبائية”.

ويرى اعريوة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التراخي العام هو السبب المحوري في الوضعية الوبائية المسجلة خلال الفترة الأخيرة”، موردا أن “المغرب يوجد في مفترق الطرق؛ ما يستوجب ضرورة التسلح بالوعي الفردي، حتى نتجاوز هذه المحنة الصحية”.

ومضى محدثنا قائلا: “الخطاب الملكي تطرق إلى الواقع اليومي للمواطنين، حيث لا يتم ارتداء الكمامة، إلى جانب عدم الالتزام بالتباعد الجسدي”، ثم زاد شارحا: “الحالة الوبائية صارت مخيفة فعلا، بالنظر إلى تزايد أعداد الحالات الخطيرة الموجودة في أقسام الإنعاش والعناية المركزة”.

hespress.com