قيودُ السّفر التي فرضتها المفوّضية الأوروبية على المغاربة الرّاغبين في الدّخول إلى منطقة “شنغن”، والتي تمّ تشديدها مع استمرارِ انتشار فيروس “كورونا”، مازالت تثيرُ الكثير من التّساؤلات، خاصة وسطَ الطّلبة الطّامحين إلى استكمالِ مشوارهم الدّراسي العالي بإحدى الدّول الأوروبية.

ورغم أنّ الاتحاد الأوروبي سبق أن أكّد أنّ “المغاربة المقيمين في أوروبا والطلاب الذين يواصلون دراستهم هناك، وكذلك المسجلين حديثًا، سيتمكنون من دخول المنطقة الأوروبية بدونِ تعقيدات”، إلا أنّ إجراءات الحصول على موعد السّفر والفحوصات الطّبية المتعدّدة تُعيقُ انتقال الطّلبة الجدد إلى المؤسّسات التّعليمية الأوروبية.

ويظلّ أكبر عائق بالنّسبة للطّلبة المغاربة الذين سيغادرون المملكة لمتابعة دراستهم في إحدى الدّول الأوروبية هو الحصول على تذاكر الطّائرة وإجراء الفحوصات الطّبية المطلوبة وفقاً للشّروط التي حدّدتها المفوضية الأوروبية، بحيث لا يجب أن تتجاوزَ مدّة صلاحيتها 48 ساعة.

وبالنسبة لتذاكر الطّيران، تعمل بعض المؤسّسات الدّبلوماسية الأوروبية في الرّباط على توجيهِ الطّلبة الجدد الذين يودّون مواصلة مشوارهم الدّراسي في الخارج إلى بعضِ شركات الطّيران المحدّدة، قصدَ الاستفادة من بعض الامتيازات الموجّهة لصالحِهم.

ويُفضّل كثيرُ من الطّلبة المغاربة مواصلةَ تعليمهم العالي في الخارج، وذلكَ مباشرةً بعد حصولهم على شهادة الباكالوريا، إذ تبدأ “رحلة” البحث عن العروض الدّراسيّة المقدّمة على المستوى الأوروبي والأمريكي، بما في ذلك المدارس العليا والكلّيات التّأهيلية والمتخصّصة التي تفتحُ أبوابها أمامَ آلاف الطّلبة الأجانب، خاصة في فرنسا وأوكرانيا وبلجيكا.

ولم تمنع ظروف جائحة “كوفيد-19” الذي انتشرَ في كلّ أرجاءِ أوروبا آلافَ الطّلبة المغاربة من خوضِ تجربة استكمالِ المشوارِ الدّراسي العالي في فرنسا وبلجيكا وأوكرانيا، حيث شهدت بوابة “كامبوس فرانس” إقبالاً مكثّفاً للطّلبة المغاربة الرّاغبين في متابعة دراستهم العليا في فرنسا.

ويسجّل المغرب خلال الأيام الأخيرة طفرة غير مسبوقة في معدّل الإصابات بكورونا الذي بلغَ مستويات قياسية، وهو ما سيجعل الأوروبيين “مقيّدين” بمستوى الحالة الوبائية وما تفرضهُ من حزمٍ في التّعامل مع الدّول الموبوءة، لاسيما أنّ معدّل الإصابات يشهدُ ارتفاعاً ملحوظاً في كلّ بلدان أوروبا.

وأوصى مسؤولون أوروبيون بضرورة الحفاظ على قيود السّفر المفروضة على عدد من الدّول، من بينها المغرب، حتّى لا تتعرّض دول الاتّحاد لخطر تفشّي الفيروس من جديد؛ في حين تعمل مؤسّسات الأخير في بروكسيل على تحيين المعطيات الصّحية الخاصّة بالدّول المعنية بقرار فتح المجال الجوّي.

وأصبح السّفر إلى فرنسا مثلاً يقتضي تقديم اختبار PCR سلبي يرجع تاريخه إلى أقل من 72 ساعة عند الصعود إلى الطائرة، وفقاً لما أعلنته سفارة باريس في الرّباط؛ وذلك بغضّ النّظر عن جنسية الرّكاب. كما أصبح التّوفر على شهادة سفر دولية استثنائية شرطاً ملزماً للتّنقل إلى الأراضي الفرنسية.

hespress.com