وجد فريق بحثٍ دولي من جامعة ويستيرن أنّ أكثر عوامل التنبؤ نجاحًا بنجاح العلاقة هي اعتقاد الشريك بأنّ الطرف الآخر ملتزمٌ بالكامل.
تتضمن عوامل النجاح في العلاقات العاطفية: الشعور بالقرب والتقدير والرضا الجنسي مع شريكك كما تشير الدراسة، وهي أول محاولةٍ لاستخدام خوارزميات تعلم الآلة للتنبؤ برضا الناس عن علاقاتهم العاطفية.
تقول بروفيسورة علم النفس سامنثا جويل Samantha Joel من جامعة ويسترن: “للرضا المُرافق للعلاقات العاطفية تأثيراتٌ إيجابية على الصحة والرفاهية وإنتاجية العمل، لكن غالبًا ما تُحدِّد الأبحاث الخاصة بعوامل تنبؤ نوعية العلاقة بنطاق ومقياس، وتُنفَّذ بشكلٍ منفصل ضمن مختبرات مستقلة”.
شملت هذه الدراسة الضخمة التي أجراها جويل وبول ايستويك Paul Eastwick من جامعة كاليفورنيا، في مقاطعة ديفيس و84 باحثًا آخر من حول العالم، أكثر من 11,000 زوجًا و43 مجموعة بيانات تقارير ذاتية عن الأزواج الرومانسيين.
تقدم هذه الدراسة الموسعة، التي نُشرت في مجلة Proceedings of the National Academy of Science، إجاباتٍ مؤقتةً عن السؤال الدائم: “ما الذي يتنبأ بمدى سعادتي في علاقتي مع شريكي؟” استخدمت جول التعلم الآلي، وهو تطبيقٌ للذكاء الصنعي (AI)، لتفحص مجموعاتٍ واسعةً من عوامل التنبؤ -أكثر بكثير مما يأمل باحثٌ واحدٌ تحليله خلال حياته- للعثور على أفضل عوامل التنبؤ وأكثرها موثوقيةً لرضا العلاقة.
وفقًا للدراسة، تمثّل عوامل التنبؤ الخاصة بالعلاقة مثل “الالتزام المُدرك للشريك” و”التقدير” و”الرضا الجنسي” نحو نصف التباين في جودة العلاقة.
تفسر الخصائص الفردية، التي تصف الشريك بدلًا من العلاقة، 21% من التباين في جودة العلاقة. أهم خمس خصائص فردية من حيث التنبؤ بجودة العلاقة هي: “الرضا عن الحياة” و”التأثير السلبي” و”الاكتئاب” و”تجنب الارتباط” و”الارتباط المقلق”.
قالت جويل: “كانت المتغيرات الخاصة بالعلاقات تنبؤيةً أكثر بضعفين إلى ثلاثة أضعاف من الفروق الفردية، ما يناسب حدس الكثير من الناس باعتقادي، لكن الجزء المفاجئ هو أنّه بمجرد حصولك جميع البيانات الخاصة بالعلاقة، تتلاشى الفروق الفردية”.
باستخدام مصطلحات محاكاة النمذجة، لا يبدو أنّ الفروق الفردية تنظم أو تخفض من تأثير المتغيرات الخاصة بالعلاقة.
قال إيستويك: “لا يهم مَن أنا حقًا بمجرد أن أعرف مَن أنا عندما أكون معك”.
تفاجأت جويل بأنّ الدراسة أظهرت أنّ عوامل التنبؤ الخاصة بالفروق الفردية لأحد الشركاء، كالرضا أو الاكتئاب أو التوافق، قد فسرت 5% فقط من التباين في رضا الشريك الآخر عن العلاقة.
قالت جويل: “بعبارةٍ أخرى، لا يُفسر الرضا عن العلاقة بشكلٍ جيد من خلال الخصائص التي صرّح عنها شريكك بنفسه”.
مع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنّ اختيار الشخص للشريك الرومانسي غير مهم.
قالت جويل: “قد يساعد الشركاء في تشكيل العمليات الخاصة بالعلاقة، مثل الخلاف والعلاقة الحميمية والالتزام المُدرك للشريك، التي تبدو مهمةً جدًا للحفاظ على العلاقات”.
يوفر نهج التعلم الآلي واسع النطاق هذا نموذجًا قيّمًا لمزيدٍ من البحث في مجال علم العلاقات.