استمرارُ ارتفاع عدّاد الإصابات بفيروس “كورونا” في المغرب خلال الفترة الأخيرة وكذا معدّل الإماتة، يعني تشديد الإجراءات المرتبطة بالأنشطة الاقتصادية المحلية والدّولية، بما فيها مواصلة إغلاق المجال الجويّ، وعدم استقبال السّياح، وهو ما سيؤثّر لا محالة على التّوازنات الاقتصادية للمملكة.

ويشهدُ المغرب موجة غير مسبوقة للإصابة بوباء “كوفيد-19″، الذي ما زالَ يحيّرُ الأوساطَ الرّسمية وغير الرّسمية المغربية؛ وذلكَ على الرّغم من الإجراءات الاحترازية والوقائية المشدّدة التي أقرّتها سلطات البلاد.

ومنذ أسابيع، يسجّل المغرب أرقاماً “قياسية” في عدد الإصابات المؤكّدة؛ إذ أصبحت تتجاوزُ رقم الألف إصابة خلال اليوم الواحد، كما يعرفُ معدّل الإماتة بسبب الفيروس ارتفاعاً غير مسبوق، وهو ما ينذر بدخول المملكة في معركة طويلة “الأمد” للتّعافي التّام من تداعيات الفيروس.

وفرضَ فيروس “كورونا” على المغرب اتخاذ إجراءات تقشّفية ستكون لها تبعاتها على التّوازن الاقتصادي للبلاد، فيما تكبّدت القطاعات الحيوية خسائر فادحة جرّاء سياسة “الإغلاق” التّام التي مازال المغرب يسلكها لصدّ وباء “كورونا”.

وفي ظلّ ارتفاع معدّل الإماتة والإصابات بفيروس “كورونا”، سيكون المغرب أمام خيارين؛ أوّلاً، الاستمرار على الوضعية الحالية نفسها، أي مواصلة إغلاق الحدود في وجه الرّحلات الدّولية، مع العودة التّدريجية إلى الحياة الطّبيعية كلّما سمحت الظّروف الصّحية بذلك.

السّيناريو الثّاني المطروح أمام السّلطات هو العمل على تفادي مزيد من الأضرار من خلال التّنفيس على الاقتصاد الوطني، عبر فتح المجال الجوّي واستقبال الوافدين وفقاً للبروتوكول الصّحي المعمول به، وذلك من أجل تحريك عجلة الاقتصاد.

ومازالت هناك العديد من القيود المفروضة على الرّحلات القادمة إلى المملكة؛ إذ لم تُعلن الأخيرة أيّ قرار رسمي بشأن فتحِ مجالها الجوي أمام السّياح الأوروبيين. ورغم الرّفع التدريجي للقيود الوطنية ضدّ “الفيروس التّاجي” إلا أن المملكة لم تجرؤ على “التّنبؤ” باستئناف وشيك للسّفر الدولي.

ولا يُعرف ما إذا كان المغرب سيفتحُ حدوده في وجهِ الزّائرين الأوروبيين الذين يرغبون في قضاء عطلة الصّيف في المملكة، بينما تترقّب الأوساط الرّسمية الأوروبية قراراً على أعلى مستوى لإعادة الأمور إلى سيرها الطّبيعي.

وتكبد قطاع السياحة ما يفوق 64 مليار درهم من الخسائر بسبب الأزمة الحالية، وفق دراسة رسمية، وهو ما سيجعل المهنيين يفكرون في سبل الاستدراك، ومن بينها البحث عن إمكانية جذب سياح من مناطق متفرقة وجديدة.

hespress.com