نبّه المنتدى المغربي للحق في التربية والتعليم إلى أن شبكات الإنترنيت “ملاذ غير آمن بالنسبة للأطفال مادامت تعج بمواقع الألعاب الإلكترونية العنيفة وبالمواقع الإباحية التي يتيسر على الأطفال ولوجها عمدا بفضولهم الفطري أو عرضا بالنقر على نوافذ إعلاناتها المنتشرة بهذا الفضاء”، داعيا الحكومة المغربية إلى تأمين أوساط التعليم عن بعد بتشريع فلترة الأنترنيت وتطهير فضائه من الألعاب الإلكترونية الخطيرة، وكذا حجب المواقع الإباحية من الإنترنيت.

وأكد المنتدى في بيان له ضرورة تحميل الشركات المزودة لخدمة الأنترنيت “جزءا من المسؤولية الجنائية في توزيع المحتويات غير المشروعة والمحتمل إضرارها بسلامة وصحة الأطفال، باعتبارها تبث عبر أجهزتها وشبكاتها، مع استحضار قدرتها على التحكم في ذلك”.

كما لفت المنتدى، في البيان ذاته، الانتباه إلى أن نسبة مهمة من الأمهات والآباء “لا تتقن التعامل مع الهواتف الذكية وغير قادرة على ملازمة أبنائها لمراقبتهم أثناء تعلمهم عن بعد”، مسجلا حرمان فئة عريضة من الأطفال المغاربة من الدراسة خلال فترة الحجر وعدم استفادتهم من التعليم عن بعد، مؤكدا في الآن ذاته أن إنجاح التواصل المطلوب في العملية التعليمية-التعلمية عن بعد “يستدعي تكوينا تقنيا وبيداغوجيا للأستاذ باعتباره مرسلا، وللتلميذ باعتباره مرسلا إليه، وكذلك رقمنة علمية للمحتويات والبرامج التعليمية باعتبارها موضوع التواصل والتعليم والتعلم عن بعد”.

كما سجل المنتدى ما وصفه بـ”الارتباك والتخبط الحكومي في تدبير الأزمة بقطاع التربية والتعليم خلال فترة الحجر الصحي الشامل، نتيجة الارتجالية في اتخاذ القرارات وغياب استراتيجية واضحة لمواجهة أخطار الكوارث”، معتبرا أن التعليم عن بعد “هو خيار يستوجب كفالة توفير العدة الإلكترونية الجيدة والملائمة للمعلمين والمتعلمين، وكذا ضمان الوفرة والجودة والأمن في شبكات الاتصال”.

وعبر المنتدى المغربي للحق في التربية والتعليم في الأخير عن أسفه وتفهمه لما آلت إليه أوضاع جل القطاعات الحيوية بالمغرب، “رغم الجهود المبذولة للتوفيق بين تحقيق استمرارية عمل المؤسسات وكذا التصدي لجائحة كورونا”، داعيا إلى “ضرورة استشراف مستقبل الوجهة التي تدفعنا إليها الجائحة تفاديا لأي منزلقات قد تهدد النشأ السليم لأطفالنا ومستقبل بلادنا”، بتعبير البيان.

hespress.com