يُعاني المغرب من تفاقم في أعداد الإصابات بفيروس “كورونا”، إذ لا تزالُ المملكة تسجّل حالات مؤكّدة بشكل يومي تصلُ إلى الآلاف؛ وهو ما يدفع إلى تبنّي مقاربات جديدة في التّعاطي مع الجائحة، لا سيما أنّ المغرب مقبل على مرحلة “أصعب” خلال الأسابيع المقبلة، وهي فترة ستعرفُ صعود درجات انتشار الفيروس، إذا لم تتخذ إجراءات وقائية “مشدّدة”.

وارتفعَ، خلال الفترة الأخيرة، عدّادُ الإصابات بفيروس “كوفيد 19” في المغرب؛ ما دفعَ وزارة الصّحة إلى دقّ ناقوس الخطر، مشدّدة على أنّ التّوجه الحالي يقتضي فرضَ إجراءات احترازية قد تكون مشدّدة، وتستدعي “إعلان حالة طوارئ صحيّة قصوى”.

ويبدو أنّ المغرب يعيشُ مرحلة “الخطر” في ظلّ مواصلة تسجيل إصابات مؤكّدة بفيروس كورونا تتجاوز في بعض الأحيان معدّل الألفين في اليوم الواحد، وهو رقم قياسي لا تشهده إلا دول قليلة في العالم.

وفي ظلّ هذه الوضعية “الصّعبة”، توقّع المعهد الأمريكي للقياسات وتقييم السياسات الصحية (IHME) التابع لجامعة واشنطن تفاقماً مقلقاً للأزمة الصحية في المغرب حتى عام 2021، مرجحاً إمكانية العودة إلى الحجر الصحي الشامل في المملكة.

ولم يستبعد المعهد الأمريكي أن ينفجر معدّل الوفيات على مدى الأشهر الثلاثة المقبلة، متوقعاً أن يسجل المغرب أرقاماً كبيرة في عدد الوفيات اليومية، يمكن أن تصل إلى الألف، نهاية شهر دجنبر، لتبدأ في الانخفاض مع بداية يناير. كما يتوقع زيادة مذهلة في عدد الإصابات قد ترتفع إلى 300 ألف حالة.

ويتخوّف المغرب من العودة إلى إجراءات الإغلاق التّام التي كانت قد أعقبت ظهور الفيروس التّاجي في المملكة، بسبب تداعيات ذلك على الاقتصاد الوطني؛ غير أنّ سرعة انتشار الوباء وسطَ المغاربة وضعف المنظومة الصّحية في البلاد قد يدفعان إلى تطبيق أحد أصعب الخيارات التي تملكها الدّولة لمواجهة الفيروس.

وفي ظلّ تسجيل معدّل إصابات مرتفع وعدم الالتزام بالتدابير الوقائية التي توصي بها السلطات من ارتداء إجباري للقناع واحترام التباعد الجسدي والحرص على نظافة اليدين، يبدو أنّه لا خيار أمام الدّولة سوى إعادة فرض الحجر الكلّي، مع منع خروج المواطنين إلا للضّرورة القصوى.

وتؤكّد مصادر رسمية أن “عدد الحالات الإيجابية ارتفع منذ متوسط شهر يوليوز، أي منذ بداية رفع الحجر الصحي بالمغرب”، مضيفة أنه بعد استقرار سريع لمعدل الإصابة الأسبوعي خلال نهاية شهر غشت عاد المعدل إلى الارتفاع بشكل كبير وسريع.

وعلى الرغم من أن وزارة الدّاخلية فرضت إجراءات احترازية متشدّدة من أجل منع انتشار الفيروس، فإنّ الوباء ما زالَ يتربّصُ بمدن المملكة، مسجّلاً في الآونة الأخيرة عدد إصابات قياسيا في صفوف المغاربة؛ وهو ما يؤرق بال السّلطات التي يبدو أنّها ستكون أمام خيارات متعدّدة لمواجهة الوضع الحالي، من بينها فرض الإغلاق التّام.

hespress.com