ماعز معدل وراثيا مصدر الصورة JonOatley
Image caption يقول العلماء إن الماعز المُعدل وراثيا يعتبر “دليلا من حيث المبدأ” على التجربة

أنتج العلماء حيوانات مُعدلة وراثيا بإمكانها أن تكون بمثابة “آباء خارقين أو آباء بدلاء “.

واستخدمت الحيوانات المنوية للخنازير، والماعز، والأبقار، والفئران التي تحمل المواد الوراثية للحيوانات المانحة.

واستخدم العلماء أداة عالية التقنية مخصصة لتعديل الجينات بهدف إزالة جين خصوبة الذكر في أجنة الحيوانات.

وَوُلِدت الحيوانات عقيمة، لكنها بدأت في إنتاج حيوانات منوية بعد حقنها بخلايا مُولدة للسائل المنوي من حيوانات أخرى مانحة.

ويقول فريق أمريكي-بريطاني إن من شأن هذه التقنية أن تسمح للذكور البدلاء بإنجاب ذرية تحمل خصائص وراثية قيّمة لحيوانات تنتمي إلى النخبة مثل الثيران المتميزة.

وأضاف الفريق أن من شأن هذا أن يُشكل خطوة باتجاه الحيوانات المُعدلة وراثيا بهدف تحسين إنتاج الغذاء.

وقال البروفيسور، جون أوتلي من كلية الطب البيطري في جامعة ولاية واشنطن: “يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على معالجة انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء العالم. إذا تمكنا من معالجة هذا الأمر وراثيا، فإن هذا يعني استهلاك مياه أقل، وغذاء أقل، ومضادات حيوية أقل”.

مصدر الصورة Robert Hubner, WSU

ماذا تظهر التجربة؟

من المؤكد أن الذكور البدلاء لهم سائل منوي فعال. وتمكنت الذكور من الفئران من إنجاب ذرية صحية تحمل جينات المتبرع بالسائل المنوي.

ولم يتم حتى الآن إنجاب حيوانات أكبر حجما. لكن البروفيسور بروس وايتلو من معهد روسلين في جامعة أدنبرة قال إن الدراسة وفرت دليلا قويا على هذا المفهوم.

وقال: “يظهر هذا للعالم أن هذه التقنية حقيقية. ويمكن استخدامها”.

وأضاف قائلا: “علينا الآن أن ندخل ونبحث عن أفضل السبل لاستخدام هذه التقنية على نحو مثمر للمساعدة في توفير الطعام لسكاننا الذين يزداد عددهم”.

ويرى الباحثون أن هذه التقنية يمكن أيضا أن تساعد في حفظ الأنواع المهددة بالانقراض.

وقد يكون من الممكن، مثلا، استخدام الحيوانات المنوية المُجمدة المأخوذة من حيوان وحيد القرن المهدد بالانقراض بهدف تجديد الأنواع. لكن الباحثين قالوا إن السرعة التي يعمل من خلالها العلم ستتأثر بالقرارات التي يتخذها صانعو السياسات.

ولم يتم إعطاء الموافقة بعد لاستهلاك البشر للثروة الحيوانية المُعدلة وراثيا، في ظل المخاوف المتعلقة بأمن المنتجات، والأخلاق، ورعاية الحيوانات.

مصدر الصورة Robert Hubner, WSU
Image caption يقول البروفيسور جون أوتلي إن التقنيات الوراثية يمكن أن تعالج انعدام الأمن الغذائي

ما المقصود بتعديل الجينات؟

يتضمن تعديل الجينات حذف أو تغيير التشفير الموجود في الأجنة. وكمثال على التقنية الحالية نجد “نظام كريسبر CRISPR ( التكرارات العنقودية المتناظرة القصيرة منتظمة التباعد)”، وهو نظام بيولوجي لتغيير خصائص الحمض النووي تم اكتشافه عام 2012.

ويفحص نظام كريسبر الجينوم الذي يبحث عن مواقع جينات معينة ثم يستخدم “مقصا جزيئيا” لإزالة الحمض النووي.

وبالرغم من أن هذه العملية فعالة في المختبر، فإنها لم تكتمل بعد ويمكن أن تزيل الكثير من خصائص الحمض النووي. هذه التعديلات غير المرغوب فيها يمكن أن تُعِّدل خصائص جينات مهمة أخرى.

ما هي القضايا الأخلاقية؟

وقال مجلس أخلاقيات الطب والبيولوجيا في المملكة المتحدة إنه يدرس القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام تقنيات تعديل الجينات بالنسبة إلى الحيوانات التي تعيش في المزارع.

الصين تسجن باحث “الأجنة المعدلة وراثيا” ثلاث سنوات بتهمة “تجاوز حدود الأخلاقيات الطبية”

الجمعية الملكية البريطانية تدعو لمراجعة الحظر على المحاصيل المعدلة وراثيا

وتشمل التطبيقات المحتملة للتقنيات المستخدمة في تعديل الجينات، الأبقار المعدلة وراثيا التي لا قرون لها، والخنازير أو الدجاج المقاوم للأمراض.

وقال مدير المجلس، هيو ويتول، إنه يمكن لتعديل الجينات أن يشكل جزءا من التعامل مع العديد من التحديات التي تواجه مجتمعات في عدة أنحاء من العالم، بما في ذلك تأمين الوصول إلى الطعام الصحي والمغذي.

وأضاف متحدثا لبي بي سي نيوز ” إلى أي درجة يمكن القيام بتعديل الجينوم وهل هي مسألة يمكن و ينبغي اللجوء إليها خارج منظومة البحث ؟وهي تعتمد على إجراء مزيد من الأبحاث والتطوير تماشيا مع قيم المجتمع ومصالحه التي ينبغي، في عدة حالات، تعريفها بوضوح”.

ومضى قائلا: “هذا من جملة القضايا التي نستكشفها في التحقيق الحالي بشأن تعديل الجينوم والحيوانات التي تعيش في المزارع”.

ونُشِر البحث في المجلة العلمية “بروسيدين أوف ناشنال أكاديمي أوف ساينس.

بي بي سي العربية