قال خبراء في مجال الصحة إن النظام الصحي المغربي أظهر نقاط قوة وضعف خلال أزمة فيروس كورونا المستجد، وهو ما يستدعي التوجه نحو إحداث تجديد ضروري من أجل تحقيق مزيد من النجاعة.

جاء ذلك ضمن ندوة رقمية نظّمتها الغُرفة التجارية البريطانية بالمغرب، حول “تأثير كوفيد-19 على منظومة الصحة بالمغرب”، عرفت مشاركة مريم بكدلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، والبروفيسور جعفر هيكل، مدير مصحة “فانسي”، وشكيب نجاري، رئيس جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، ونور الدين أفواز، المدير العام لكلاكسون سميت كلاين المغرب (GSK).

وأجمع المتدخلون ضمن هذه الندوة على غياب استراتيجية دقيقة لما بعد رفع الحجر الصحي في المغرب، كما أكدوا الحاجة الملحة إلى فريق عمل لتحسين التواصل ونقل المعلومات إلى مختلف الأطراف المعنيين في المعركة ضد “كوفيد-19”.

وبخصوص اللقاح المرتقب، أشار نور الدين أفواز إلى أن شركة “GSK” تعمل مع “سانوفي” من أجل تطوير لقاح، مورداً أن قطاع صناعة الأدوية حقق إنجازاً كبيراً خلال الأزمة الحالية بالإسراع لتوفير لقاح ابتداءً من سنة 2021، في الوقت الذي كان الأمر يتطلب في السابق سنوات عدة.

وأكد المدير العام لشركة “GSK” قدرة القطاع الصيدلاني الوطني على ضمان إنتاج وتوزيع الأدوية خلال أزمة كورونا، وأوضح أن هذا الأمر أصبح ممكناً بفضل الإنتاج المحلي الكبير؛ إذ إن ثمانية من أصل عشرة أدوية تستهلك في المغرب تنتج محلياً.

وبخُصوص مستقبل الصحة في المغرب، طرح البروفيسور جعفر هيكل فكرة إنشاء وكالة وطنية للصحة لمساعدة وزارة الصحة في مجال الإحصائيات والبيانات، وهو مقترح أيده أيضاً شكيب النجاري الذي دعا إلى تغيير تدريس الصحة في المغرب عبر الأخذ بعين الاعتبار االتدريس لرقمي.

ويرى المشاركون في الندوة أن المغرب “يواجه وباء بحجم غير مسبوق، وانتشار الفيروس تسبب في موجة غير مسبوقة من اللجوء إلى الرعاية الصحية، لا سيما الاستشفاء، الأمر الذي أدى إلى زيادة الضغط على النظام الصحي المغربي”.

وفي السياق الحالي، وحتى يتوفر اللقاح، شدد المتدخلون على ضرورة الاستمرار في التعايش مع هذا الفيروس المُعدي الجديد، وتقليل عواقبه على صحة السكان على الرغم من عدم اليقين المحيط به.

وقالت مريم بكدلي، ممثلة منظمة الصحة العالمية في المغرب، إن المملكة تواجه نقصاً في الموارد البشرية، وهو الأمر الذي ينبغي معه تطوير استراتيجيات مختلفة للعمل، وذلك لتجاوز مختلف التفاوتات المجالية التي ظلت دون تغيير فعلي لسنوات طويلة.

وتطرق المتدخلون في الندوة للحاجة إلى تعبئة أنظمة إدارة الأزمات العامة والأخذ بعين الاعتبار احتمال استمرار الأزمة الصحية، كما أوضحوا أن فترة ما بعد الأزمة تتطلب مشاركة مختلف الفاعلين الاجتماعيين لمواجهة التحولات التي ستعرفها الصحة العامة.

وأشار المشاركون في الندوة إلى الدعوة الملكية لتعميم التأمين الإجباري عن المرض والتغطية الاجتماعية على الجميع، حيث طالب البروفيسور هيكل والأستاذ نجاري بنظام صحي أكثر توجها نحو الوقاية، وتوسيع نطاق الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتلبية الطلب.

[embedded content]

hespress.com