دون أن يستقر الدخول المدرسي على وضع مستتب وبائيا، ما تزال الإعلانات عن الإضراب تتقاطر على مكتب وزارة التربية الوطنية؛ فبعد الموظفين حاملي الشهادات، أعلن أساتذة “الزنزانة 9” عن حمل الشارة السوداء لمدة أسبوع وخوض إضراب وطني عن العمل ليومين.

ويتعلق الأمر بيومي 29 شتنبر و5 أكتوبر 2020، وذلك احتجاجا على تجاهل الوزارة لمطلب الترقية الاستثنائية لأساتذة “الزنزانة 9″، مماثلة بالأفواج التي تم توظيفها بالسلم 10، والتي ستستفيد من الدرجة الأولى بعد 14 سنة أقدمية عامة كأقصى تقدير، مع جبر الضرر المادي والإداري.

وعلى امتداد سنوات مضت، خاض الأساتذة المعنيون احتجاجات وإضرابات وطنية ومقاطعات للامتحانات المهنية من أجل إيصال صوتهم، كما رفضوا مرارا مبادرات وزارية وصفوها بغير الجدية، مطالبين بضرورة تسوية الملف كاملا وتعويض المتضررين.

وأمام صمت الوزارة، جدد الأساتذة عزمهم على خوض برنامج نضالي طيلة الموسم الدراسي الحالي وتحميلهم وزارة التربية الوطنية مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع، وهو ما ينذر باستمرار التوتر بين الطرفين لموسم إضافي، في انتظار جلسات حوار.

وقال محمد بوخريص، المنسق الوطني لأساتذة “الزنزانة 9″، إن الأساتذة يعانون بشكل كبير من الأفق المبهم، حيث يعاينون حال من سبقوهم نحو الزنزانة 10 وسيمكثون بها مجددا لمدة 14 سنة، بعد أن قضوا المدة نفسها بالسلم التاسع.

وأضاف بوخريص، في تصريح لجريدة هسبريس، أن الوزارة تستغل وضع الجائحة من أجل كسب الوقت، مسجلا أنه إلى حدود اللحظة، لا وجود لدعوة النقابات أو التنسيقيات إلى الحوار، معتبرا أن “الوضع الحالي مفيد بالنسبة للمسؤولين، وعذر لتسويف كل المشاكل”.

وأورد القيادي النقابي أن “المطلب يبقى هو المرور نحو السلم 11 مباشرة، ورفع التمييز عن أساتذة الزنزانة في ولوج مسالك الإدارة”، مشيرا إلى أن 14 سنة في السلم أمر استثنائي بكل المقاييس، وعلى الوزارة معالجته في أقرب وقت لإنصاف الأساتذة.

ولوح بوخريص باحتمال العودة إلى خيار التصعيد في أي لحظة، بما في ذلك الاحتجاجات الميدانية؛ “فالوضع لا يمكن أن يستمر على هذه الحال، ولا شيء يمنع الشخص الذي يخرج لقضاء أغراضه الشخصية من الاحتجاج، الأمر سيان”، يقول المتحدث.

hespress.com