بينما يشتكي آباء وأمهات التلاميذ من التذبذب الذي يسم بداية الموسم الدراسي الحالي، نظرا للإجراءات الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا، يوجد في شمال المغرب عدد من التلاميذ لم يلتحقوا بمقاعد الدراسة بعد بسبب إغلاق الحدود بين المغرب وإسبانيا.

في مدينة الفنيدق يوجد عشرات التلاميذ كانوا يتابعون دراستهم في مختلف الأسلاك التعليمية بمدينة سبتة المحتلة، ومنذ إغلاق المعبر الحدودي في شهر مارس الماضي، لم تطأ أقدامهم الفصول الدراسية، وإلى حد الآن ما زالوا متوقفين عن الدراسة رغم انطلاقها منذ شهر.

يقول موسى الزيان، أب أحد التلاميذ الذين حرمهم إغلاق الحدود البرية بين المغرب والثغر المحتل من متابعة دراستهم، إن هناك كثيرا من التلاميذ في مدينة الفنيدق توقفوا عن الدراسة رغما عنهم، ومستقبلهم الدراسي مبني للمجهول في ظل عدم قدرتهم على الالتحاق بمدارسهم، بينما لا يُعرف متى ستُفتح الحدود المغلقة.

وكان تلاميذ مدينة الفنيدق الذين يدرسون في المؤسسات التعليمية الإسبانية بمدينة سبتة، يلتحقون بمدارسهم صباح كل يوم من خلال معبر خاص بهم، وفي المساء يعودون إلى بيوت أسرهم في الفنيدق، قبل أن يتوقف مسارهم الدراسي يوم الجمعة 13 مارس الماضي، بعد اتخاذ قرار إغلاق الحدود.

“الدراري كانوا مهليين فيهم، كيعطيوهم الماكلة، وكيقراو مزيان، دبا راه غير ڭالسين فالدار، ما كيقراو ما كيديرو والو”، يقول موسى الزيان في تصريح لهسبريس، مضيفا برجاء: “كون غير خلّاو لهم داك الممر الإنساني يمشيو يقراو، حيت غادين يضيعو”.

ويظل مصير تلاميذ مدينة الفنيدق المتوقفين عن الدراسة رهينا بقرار إعادة فتح الحدود البرية بين المغرب وإسبانيا، ليستطيعوا الالتحاق بمدارسهم في سبتة، ولا يوجد أمامهم خيار آخر غير ذلك، طالما أن أسرهم لا تملك الإمكانيات المادية لتسجيلهم في مدارس البعثة الإسبانية بمدينة تطوان.

بعد انطلاق الموسم الدراسي الجاري في إسبانيا، حاول آباء وأمهات التلاميذ الذين يدرسون بسبتة لفْت انتباه مسؤولي مدينة الفنيدق إلى الوضعية الخاصة لأبنائهم وبناتهم، وخاضوا بعد ذلك وقفة احتجاجية أمام مقر باشوية المدينة، لكن السلطات لم تتخذ أي إجراء لتمكين هؤلاء التلاميذ من متابعة دراستهم.

“المسؤولين ديالنا كيقولو لينا ضبرو راسكم، وولادنا غادي يضيع مستقبلهم”، يردف موسى الزيان، لافتا إلى أن الآباء والأمهات عندما يتصلون بالمؤسسات التعليمية الإسبانية في سبتة حيث كان يدرس أبناؤهم، يخبرونهم بأنّ على أبنائهم الالتحاق بفصولهم وإلا فإنهم سيرسبون.

من جهتها، قالت سيدة تدعى حليمة، وهي أم لطفلين أحدهما يدرس في المستوى الثالث ابتدائي والثاني في التعليم الأولي، إنها تجهل مصير ابنيها الدراسي خلال السنة الحالية، فبعدما أكملا الموسم الماضي عن طريق التعليم عن بعد، توقف مسارهما هذه السنة بعد أن اعتمدت السلطات التربوية في سبتة التعليم الحضوري.

وقالت الأم لهسبريس: “الى ما رجعوش ولادنا للمدرسة العام غادي يضيع لهم، وما عارفينشي اشنو غادين يديرو معاهم من بعد”، مضيفة: “وليداتي مرضو نفسيا، بّاهم في سبتة وانا فالفنيدق، وغير ڭالسين فالدار وباغين يقراو”.

حليمة كانت تعيش في سبتة رفقة زوجها وتملك بيتا هناك، وحين سمعت بأن الحدود بين المغرب وإسبانيا ستغلق لمدة محدودة قررت الدخول إلى الفنيدق لقضاء لبضعة أيام في انتظار إعادة فتح الحدود، لكنها وحدت نفسها ممنوعة من العودة إلى سبتة بعد أن امتد قرار الإغلاق، ومنذ ذلك الحين توقف طفلاها عن الدراسة.

وأوضحت المتحدثة أن أمهات وآباء التلاميذ المغاربة المتوقفين عن الدراسة رغما عنهم، بسبب إغلاق الحدود، حاولوا طرق أبواب مكاتب المسؤولين المغاربة، دون جدوى، حيث طالبوا بلقاء باشا الفنيدق بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظموها أمام مقر الباشوية، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك، واستقبلهم الخليفة، “قالينا حنا غادي نشوفو الحلول الممكنة، ولكن ما شفناشي شي حل”، تردف الأم وهي ترى السنة الدراسية لطفليها على وشك الضياع.

hespress.com