صورة من القمر الصناعي “Maxar’s WorldView-3 ” –وهو قمر صناعي مخصص لرصد الأرض تابع لشركة “Maxar Technologies”- توضح مدفن “بهشت معصومة” في مدينة قم في إيران يوم 1 مارس/آذار 2020. يُحضَّر هذا المدفن من أجل الوباء، عن طريق حفر خندقين طويلين من المقابر، يبلغ طول كل منها نحو 100 ياردة (90 مترًا)(حقوق الصورة : Satellite image ©2020 Maxar Technologies)


تُظهر الصور الجديدة للقمر الصناعي ماكسار maxar حفر السلطات الإيرانية أعدادًا كبيرة من المقابر في منطقة قم بإيران، وتُشير تقارير وسائل الإعلام أن هذا يأتي بسبب الأعداد المتزايدة لضحايا فيروس كورونا في البلاد.

أشارت صحيفة “واشنطن بوست” في بيانٍ إلى أن المقابر كانت كبيرة للغاية، بحيث يمكن رؤيتها من الفضاء، فقد صرحت أن فيروس كورونا قد تسبب في عديد من حالات الوفاة لقيادات إيران البارزة.

وذكرت التقارير: “أن من بين حالات الوفاة، أعضاء من البرلمان، ودبلوماسي سابق، وحتى كبير مستشاري المرشد الأعلى. وقد تضرر ما لا يقل عن عشرات المسؤولين الآخرين، بما فيهم نائب الرئيس“.

يُصنف فيروس كورونا كوباء عالمي، ولكن معظم الحالات كانت في الصين. أما غيرها من البلدان المتضررة -في معظم الحالات- لديها أعداد صغيرة من العدوى وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، على الرغم من وجود استثناءات، فعلى سبيل المثال فإن إيطاليا تحت قيد الإغلاق التام على مستوى البلاد وفقًا لـ”بي بي سي“.

صور من القمر الصناعي "WorldView-3” توضح مدفن "حضرت معصومة" المعروف بـ "مدفن فاطمة بنت موسى الكاظم" في مدينة قم بإيران، قبل وبعد تفشي فيروس كورونا. سُجلت أول حالة مصابة بكورونا في إيران في مدينة قم في يوم 19 فبراير/شباط 2020. حقوق الصورة: (Satellite image ©2020 Maxar Technologies).

صور من القمر الصناعي “WorldView-3” توضح مدفن “حضرت معصومة” المعروف بـ “مدفن فاطمة بنت موسى الكاظم” في مدينة قم بإيران، قبل وبعد تفشي فيروس كورونا. سُجلت أول حالة مصابة بكورونا في إيران في مدينة قم في يوم 19 فبراير/شباط 2020. حقوق الصورة: (Satellite image ©2020 Maxar Technologies).

 

تُناشد منظمة الصحة العالمية دول العالم للتحرك سريعًا لتنفيذ إجراءات الاحتواء. حيث إن هذا يحدث بالفعل في الولايات المتحدة، حيث ألغي عدد لا حصر له من المناسبات في الأيام القليلة الماضية، وعلقت مؤسسات تتفاوت من ديزني لاند إلى الاتحاد الوطني لكرة السلة NBA أحداثها، كما علّق الرئيس دونالد ترامب أيضًا معظم الرحلات الجوية من أوروبا لمدة 30 يومًا.

وقد أظهر خبير تحليل الصور التابع لشركة “Maxar Technologies” في كولورادو، لصحيفة واشنطن بوست، صورة تبدو كأنها تحتوي على كومة كبيرة من مادة تشبه الغراء أو الجير. حيث تستخدم هذه المادة عادةً في معالجة رائحة وتحلل الجثث. وقد قال مسؤولو الصحة الإيرانيون كما نُشر في الصحيفة أنهم يستخدمون هذه المادة في التعامل مع ضحايا الفيروس.

وقد تحركت السلطات الإيرانية مسرعة، حيث أنشأت خطين من المقابر -يبلغ طول كلٍّ منهما 100 ياردة (90 مترًا)، وهذا أقل بقليل من عرض ملعب كرة قدم أمريكي!

وعبرت الصحيفة عن هذه المقابر بلفظ “خنادق” على الرغم من أن هذا المصطلح كان موضع نزاع على وسائل التواصل الاجتماعي.

منظر علوي لمدينة قم في إيران، كما يُشاهَد من القمر الصناعي "سينتينيل-2" التابع لـ "برنامج كوبرنيكوس" في يوم 27 فبراير/شباط 2020. حقوق الصورة: (Satellite image ©2020 Maxar Technologies).

منظر علوي لمدينة قم في إيران، كما يُشاهَد من القمر الصناعي “سينتينيل-2” التابع لـ “برنامج كوبرنيكوس” في يوم 27 فبراير/شباط 2020. حقوق الصورة: (Satellite image ©2020 Maxar Technologies).

كتب إسفندیار باتمانقلیدج Esfandyar Batmanghelidj، مؤسس وناشر تابع للشركة الإعلامية “Bourse & Bazaar” التي تدعم دبلوماسية الأعمال بين أوروبا وإيران، في تغريدةٍ على تويتر: “إن هذه المقابر قد شاهدتها وسائل الإعلام الإيرانية عن قرب خلال الاسابيع القليلة الماضية“.
كما أضاف أن السلطات المحلية قد ذكرت منذ أكثر من أسبوعين (في 25 فبراير/شباط) أنها ستقوم بتجهيز المزيد من المقابر استجابةً للفيروس. لهذا السبب، لم تأتِ هذه الصور كمفاجأة.

وأضاف معلقًا: “ما يمكنني قوله، تعكس هذه الصور المؤلمة الوضعَ المُحزن للغاية، الذي تضطر فيه السلطات المحلية أن تتخذ هذه الخطوة غير المعهودة من حفر خندق من المقابر في مدفن “بهشت معصومة” وذلك لإعطاء العديد ممن يموتون حق الدفن في الوقت الملائم. حيث تدعو العادات الإسلامية بسرعة الدفن، والذي يكون غالبًا في غضون 24 ساعة بعد الوفاة“.

وقد شملت تغريدات “باتمانقلیدج” العديد من تقارير الأخبار المحلية، ومنها تقرير من “Tabnak” الذي ذكر أن السلطات قد اختارت وضع جميع الضحايا في موقع واحد، لأسباب صحية وتعقيمية تشمل القدرة على حفظ الجثث في مخزن التبريد حتى يتسنى لهم دفنها.

ووفقا لأرقام جامعة “جونز هوبكينز” Johns Hopkins University، يوجد في إيران أكثر من 11,000 حالة مؤكدة الإصابة بالفيروس، وقد بُلِّغ عن 514 حالة وفاة.

وقال كل من “باتمانقلیچ” وصحيفة واشنطن بوست بأنه من المحتمل أنه لم يُبلَّغ عن حصيلة الوفاة بالكامل.

ومثل أي مكان آخر بالعالم، يتخبط الأشخاص الذين لديهم أقارب إيرانيون قد ماتوا بسبب المرض بين مشاعر فقدان أحبائهم والقيود المفروضة أثناء الدفن.

وغرد رامتين أربولاي “Ramtin Arablouei”، مقدم برنامج “History Podcast Throughline” في الإذاعة الوطنية العامة، عبر تويتر: “توفى عمي في إيران بسبب فيروس كورونا. لقد كان لطيفًا وطيب القلب، وكان يصارع السرطان لعدة سنوات. اضطرت عائلته أن تقف على بعد مئة متر وهي تشاهده يُدفن على يد رجال مرتدين زي المواد الخِطرة. وعمتي الآن مريضة. أرجوكم خذوا هذا الفيروس على محمل الجد“.


nasainarabic.net