وأكد الرئيس التركي، الجمعة، أن بلاده اختبرت نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع إس-400، على الرغم من اعتراضات الولايات المتحدة.
وقال أردوغان إن تركيا لها كل الحق في اختبار معداتها. وأضاف عن أنظمة الصواريخ الروسية: “لقد تم اختبارها، ويتم اختبارها”، موضحا أن “موقف الولايات المتحدة ليس ملزما لنا على الإطلاق”.
وكانت الولايات المتحدة قد اعترضت بشدة على استحواذ تركيا، العضو في حلف الناتو، على النظام الروسي المضاد للطائرات، وطردت أنقرة من برنامجها للطائرات المقاتلة F-35، قائلة إن أنظمة إس-400 تشكل تهديدا للطائرات المقاتلة الشبح، ولن تكون قابلة للعمل مع أنظمة الناتو.
وحذرت واشنطن أنقرة من أنها تخاطر بفرض عقوبات أميركية عليها بموجب “قانون مكافحة خصوم الولايات المتحدة بالعقوبات”، في حال تم تفعيل نظام الصواريخ الروسي.
كما قالت وزارة الدفاع الأمريكية إنها “تدين بأشد العبارات الممكنة اختبار تركيا في 16 أكتوبر لمنظومة الدفاع الجوي إس -400 – وهو اختبار أكده اليوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان”
وذكرت الوزارة:” لقد كنا واضحين وثابتين في موقفنا: إن نظام S-400 التشغيلي لا يتوافق مع التزامات تركيا كحليف للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي. نحن نعترض على اختبار تركيا لهذا النظام، الأمر الذي ينطوي على مخاطر عواقب وخيمة على علاقتنا الأمنية”
ولف البنتاغون إلى أنه “تم تعليق تركيا بالفعل من برنامج F-35 ولا يزال S-400 يمثل عائقًا كبيرًا أمام التقدم في أي مكان آخر في العلاقة الثنائية”.
وقد سلمت روسيا أنظمة الدفاع الجوي إلى تركيا العام الماضي، وكانت أنقرة قد أعلنت أنها منظومة إس-400 ستدخل الخدمة في أبريل، لكنها أرجأت تفعيل النظام منذ ذلك الحين.
مخاطرة كبيرة
وقال ريتشارد وايتز، لـ”سكاي نيوز عربية” إن حكومة أردوغان “تخاطر كثيرا مما يهددها بتداعيات كبيرة وعقوبات قاسية ستضاف إلى معاناة الاقتصاد التركي”.
وأضاف وايتز أن “أردوغان جعل تركيا تدفع بالفعل أثمانا باهظة، بسبب اقتناء نظام الدفاع الجوي الروسي، والاقتراب من تفعيله، وأولها طردها من برنامج مقاتلات أف-35 الأميركية، التي باتت تمتلكها اليونان، مما سيمنح أثينا أفضلية على أنقرة، التي خسرت العديد من برامج التعاون الدفاعي مع الناتو”.
لكن وايتز لفت أيضا إلى أن الخسائر الاقتصادية التي ستتكبدها تركيا مستقبلا “قد تكون فادحة للغاية، ولا سيما أن العديد من المشرعين الأميركيين من الحزبين، يدفعون إلى مزيد من العقوبات الاقتصادية القاسية” ضد تركيا.
وتوقع وايتز استمرار تدهور العلاقات بين واشنطن وأنقرة، بغض النظر عن هوية الفائز في الانتخابات الأميركية المقبلة، “لأن سياسات أردوغان تضر بتركيا وشعبها مثلما تضر بمصالح الغرب، إضافة إلى تقارب نهجي الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومنافسه جو بايدن، بشأن التعامل مع سلوكيات أردوغان”.
وعن مستقبل قاعدة إنجرليك الجوية التي تحتوي قوات أميركية في تركيا، قال وايتز لـ”سكاي نيوز عربية”، إن كل المؤشرات تدل على أن “حاجة واشنطن إلى القاعدة تتضاءل، وبالتالي فإن فرص إنهاء الوجود العسكري الأميركي في تركيا تتزايد بمرور الوقت”.