في الذكرى الـ55 لاختطاف القيادي اليساري المهدي بن بركة، أصدر عدد من النشطاء والكتاب والحقوقيين والمحامين والفنانين نداءً يُخلدون من خلاله هذا الحادث المؤلم، ويطالبون بكشف الحقيقة بخصوصه.

وجاء في النداء، الذي توصلت به جريدة هسبريس الإلكترونية وجرت عنونته بـ”المجد للمهدي بن بركة”، أن “سنة 2020 تصادف الذكرى المئوية لميلاد بن بركة والذكرى 55 لاختطافه في باريس ووفاته المأساوية”.

ويوجد ضمن الموقعين على النداء الكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي، ومحامي عائلة بن بركة موريس بوتان، والكاتب المغربي محمد برادة، والبرلماني المغربي عمر بلافريج، والفنان التشكيلي مصطفى بوتاج الدين، وعبد الحميد أمين، رئيس أسبق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والنقيب عبد الرحيم الجامعي.

وأشار النداء إلى أن “الشعلة المرتبطة بالمهدي بن بركة لن تنطفئ وستستمر في إنارة الطريق لكثير من الناس الذين مازالوا يناضلون من أجل انتصار حلم الحرية والعدالة التي دافع عنها بلا كلل”.

وألقى الموقعون بمسؤولية عدم كشف الحقيقة بخصوص هذا الحادث على فرنسا والمغرب، وأوردوا أن “منع ظهور الحقيقة جعل أرملة الشهيد وأولاده يعيشون محنة لا نهاية لها، وحُكم عليهم ألا يبدؤوا حدادهم”.

وأكد الموقعون لأسرة المهدي بن بركة “أنهم سيبقون مُخلصين لذكرى رجل من طينة عبد الكريم الخطابي وباتريس لومومبا وأميلكار كابرال ونيلسون مانديلا، إذ أيقظ روح المقاومة لدى الشعوب الخاضعة لنير الاستعمار”.

وطالب النداء بـ”كشف الحقيقة كاملة عن ملابسات مقتل بن بركة وهوية الجناة والمحرضين عليها من خلال عدم إعاقة سير مسطرة قضائية شفافة وعادلة تُجبر السلطات المعنية بشكل رئيسي في هذه القضية على الاعتراف بشكل نهائي بالمسؤولية الأخلاقية والسياسية والجنائية عن جريمة شنعاء لا يمكن محوها من الوعي”.

يشار إلى أن اختطاف المهدي بن بركة تم في 29 أكتوبر سنة 1965 قرب مقهى ليب بشارع سان جرمان بالعاصمة الفرنسية باريس، ولم يتم العثور عليه بعد ذلك ولا على جثته. ولم تعرف حيثيات هذا الاختفاء الذي عمر أكثر من نصف قرن.

وفي سنتي 1966 و1967 تم فتح بحثين قضائيين في فرنسا، لكن لم ينته ذلك إلى أي نتيجة تذكر. وتلقي عائلة المختطف ورفاقه بالمسؤولية وراء ذلك على الدولتين الفرنسية والمغربية في هذا الصدد.

وكان الملك محمد السادس بعث برسالة إلى الحفل الذي نظمه الوزير الأول الأسبق الراحل عبد الرحمان اليوسفي، سنة 2015 بمناسبة الذكرى الخمسين لاختفاء بن بركة، حيث أثنى فيها على مناقبه واعتبر أن تاريخه مشترك بين كل المغاربة.

وتُليت الرسالة، التي بعثها الملك عبر مستشاره عمر عزيمان، من طرف عبد الرحمان اليوسفي، وشدد فيها عاهل المملكة على أن الراحل المهدي بن بركة كان قريباً من العائلة الملكية، موردا أنه “حرص على المشاركة في تخليد هذه الذكرى دون عُقَد”، نظراً للمكانة التي كان يحظى بها الفقيد لدى الشعب المغربي.

وأوضح الملك في معرض رسالته أن مرحلة ما بعد الاستقلال كانت مشحونة بالصراعات حول ما كان ينبغي أنه يكون عليه المغرب، مضيفاً: “لست هنا لإصدار الأحكام التي تبناها هذا الطرف أو ذاك”، في إشارة منه إلى تعدد الروايات حول اختفاء المهدي بن بركة.

hespress.com