توقف للاستراحة كما التقييم تخضع له منظومة التربية الوطنية، بعد أسابيع من الاشتغال في سياقات تفشي جائحة كورونا؛ فقد منحت العطلة البينية المعلنة مختلف أطراف العملية فرصة النظر إلى الوراء والخروج بعلامات بداية الموسم الدراسي.

ولم يترك الأساتذة للعطلة كثيرا من الوقت ليبرزوا موقفا مما جرى خلال الفصل الأول من الدراسة، حيث شهدت جنبات مبنى وزارة التربية الوطنية وقفة احتجاجية يوم الاثنين، فيما لا تزال النقابات ترفع شعارات غياب الشروط الصحية والتربوية لاستئناف العملية التعلمية.

وبينما تصر الوزارة الوصية على القطاع على كونها وفرت جميع المستلزمات الضرورية من أجل الدراسة، لا تزال الشغيلة مصرة على كون البروتوكول الصحي صعب التنزيل، ولا بد من العمل خلال الفترة اللاحقة لتدارك المشاكل، وإلا فباب تسجيل الإصابات يظل مفتوحا.

ارتباك واضح

عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، أورد أن الفترة الماضية طبعها الارتباك، بداية بطرح معطى الاختيار بين التعليم الحضوري وعن بُعد، رغم الإقرار الوطني بفشل تجربة التعليم من المنازل.

وأضاف الراقي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن البروتوكول الصحي الذي أعلنته الوزارة كان ممتازا نظريا؛ لكنه غير قابل للتطبيق، مسجلا أنه انبنى على مبادرات جمعيات الآباء غير الموجودة في العديد من المدارس.

وأشار الفاعل النقابي إلى أن كثيرا من المدارس لا تتوفر على أدوات تعقيم، في وقت تعول الوزارة على الأطر التربوية والإدارية من أجل القيام بكافة المهام؛ لكن تجارب قريبة من المغرب مثل إسبانيا وفرنسا تكشف أن الوزارة وظفت أناسا للقيام بالعملية.

وبخصوص الإصابات في صفوف الأساتذة والتلاميذ، قال الراقي: هناك 800 أستاذ مصاب و300 تلميذ، مؤكدا أن المملكة سجلت حالات وفيات في صفوف الشغيلة التعليمية، ومنتقدا استمرار الوزارة في عدم الحوار رغم كل المشاكل التي شهدتها المرحلة.

غياب الحوار

محمد كريم، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (التوجه الديمقراطي)، سجل أن المرحلة طبعها كثير من الارتجالية؛ فأغلب المدارس عاشت تعثرات متعلقة بالإصابات وإغلاق الداخليات، فضلا عن الاكتظاظ نتيجة فشل التفويج.

وأوضح كريم، في تصريح لهسبريس، أن المؤسسات عوض أن تقوم بتحليلات التلاميذ في حالة تسجيل إصابة وتستأنف الدراسة، تختار طريق الإغلاق التام، معتبرا ذلك غير مفهوم على الإطلاق، ولا يمكن أن نعطيه أي تفسير.

وأكمل الفاعل النقابي تصريحه قائلا: تم تغييب المركزيات بشكل غريب، مؤكدا أن النقابات هي من تمثل الأساتذة، وزاد: التقارير التي تصدرها الفروع أكثر مصداقية من الوزارة، وبالتالي لا بد من فتح باب الحوار خلال الظرفية الراهنة.

hespress.com