باستغراب شديد، تقول الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتقنيات الصحية إنّها تلقّت “محاولَة اغتصاب ممرضة قصدت مستشفى عموميا بمدينة مكناس، من أجل الكشف عن حالتها الصحية، لكن واقع المنظومة الصحية حال دون ذلك، بعد استدراجها إلى مكان خال بأحد أجنحة المستشفى من طرف وحش آدمي ينتحل صفة مهني في الصحة”.

وتضيف الجمعية، في بلاغ لها، أنّ ما حدث يترجم “حقيقة الواقع المزري لمستشفيات بلادنا، التي تعيش نوعا من الفوضى والتّسيّب، تتجاوز انتقادات المواطن المغربي وخيبات التقارير السلبية الوطنية والدولية”، وهو ما يستدعي “غيرة قوية، ووطنيّة تعلو وتسمو إلى مستوى القيام بالتّصحيح الجدي والحقيقي، الذي سيحقق وسيبرز نتائج إيجابية وملموسة من طرف عامة المجتمع المغربي”.

وتضيف الهيئة ذاتها: “محاولة اغتصاب ممرضة هي جزء من المنظومة الصحية، من طرف أحد المنتسبين لها، ليس سوى تعبير صريح يؤكد انهيار المستشفيات العمومية رغم من الجهود المبذولة من أجل الإنقاذ، واستدراك الوضعية السيئة التي أضحى عليها القطاع الصحي ببلادنا كما تدل على ذلك قناعة عموم المغاربة”، وهو ما تفسّره بـ”عدم تطبيق وتنزيل مقتضيات دستور المملكة، وغياب الإرادة القوية التي يستدعيها الإصلاح الجذري في مواجهات لوبيات الفساد، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، الذي من دونه سيظل الحال يزداد سوءا”.

ومع استنكار الجمعية بقوة سلوك محاولة اغتصاب الممرضة، تطالب وزير الصحة بالوقوف على حيثيات وملابسات الحادث، مع أخذ كافة الإجراءات والقرارات اللازمة، وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة، كما نادت بـ”إنصاف الممرّضة ووضع محام رهن إشارتها للتّرافع والقيام بالإجراءات القانونية”.

ودعت الهيئة ذاتها إلى “التفاعل السريع والجدي مع كافة القضايا التي تساهم في التشويه والإساءة إلى المنظومة الصحية، ومؤسساتها بمختلف أقاليم وجهات المملكة، خاصة منها البؤر السوداء”، مؤكّدة على الحاجة إلى “خلق مسلك خاص بالعاملين بالقطاع الصحي بمختلف وحدات ومستويات العلاج”.

ويقول حبيب كروم، رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض والتّقنيّات الصحية، إنّ “الخطير في الأمر ليس التحرش فقط، بل المستوى الذي وصلت إليه المستشفيات عندما نجد أن موظّف أمن يتجرّأ ويشغّل آلة بيو طبية هي آلة التصوير بالرنين المغناطيسي، التي يجب أن يشغلها تقني للأشعّة درس ثلاث سنوات، وأنهى تدريباته”.

ويزيد كروم في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “لنا تضامن مبدئي مع الممرضة بعد ثبوت ما حدث. وطبعا للقضاء بعد ذلك كلمته”.

ويقدّم رئيس الجمعية المغربية لعلوم التمريض مثالا بانتقال هذه الممرضة من أزرو إلى مكناس لإجراء فحص حول الإصابة بـ”كورونا”؛ ليظهر ضرورة المطالبة بـ”مسلك خاص بمهنيّي الصحة”، علما أنّهم “لم يحصلوا بعد على تعويضات كورونا، ولم يحفِّزهُم بلدهم، عكس باقي البلدان”.

hespress.com