على بعد 3 أمتار من الشارع الرئيسي وسط مركز مدينة تنغير، توجد بناية مهجورة طالها الإهمال لفترة طويلة من الزمن، وتحولت إلى أطلال و”مرحاض عمومي” تنبعث منه روائح نتنة تزكم الأنوف.

البناية التي كانت في وقت سابق “ملحقة النيابة الإقليمية” لوزارة التربية الوطنية، تعتبر نقطة سوداء في مدينة تنغير، خصوصا أنها توجد في موقع استراتيجي، كما أنها أصبحت مرتعا للرذيلة وملجأ للمشردين والمتسكعين، حسب إفادة بعض الساكنة القريبة من المكان.

حميد بن ادريس، من الساكنة المجاورة للبناية المذكورة، قال: “هذه البناية كانت تستغل من طرف قطاع التعليم بتنغير، لكن بعد الانتقال إلى مكان آخر، تم إهمالها وتحولت إلى أطلال ومرحاض عمومي”، مضيفا أن “واقع هذه البناية غير مقبول ويجب تنظيفها وتخصيص حارس لها لمنع تسلل أي شخص إليها في المستقبل”.

وأشار المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، إلى أن “البناية أصبحت نقطة سوداء في مدينة تنغير تشوه المدينة وتعطي انطباعا سيئا عليها”، لافتا إلى أن “إصلاح البناية لا يتطلب الشيء الكثير، فقط يجب أن تكون الإرادة لدى من له الحق في تسييرها للعمل على إصلاحها وتنظيفها والإسراع بإعادة استغلالها”، بتعبيره.

زايد بن يدير، المدير الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي بتنغير، قال إن هذه البناية “قديمة، بنيت منذ 1951″، مضيفا أنها “كانت تستغل كسكن إداري لمدير مدرسة المضايق آنذاك”.

وأشار المسؤول الإقليمي ذاته، في توضيح لجريدة هسبريس، إلى أنه “تفعيلا للبرنامج الإقليمي لتطوير وتعميم التعليم الأولي، تم تسليم هذا الوعاء العقاري الذي يتضمن هذه البناية المهجورة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين منذ شهر يوليوز 2019″، مبرزا أن “لجنة مشتركة من المديرية الإقليمية، ومديرية الدراسات-قطب البنايات والمؤسسات، والمسؤول عن الوحدة الجهوية بالمؤسسة بالرشيدية، وممثلة المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، تفقدت وعاينت هذه البقعة لاحتضان مدرسة نموذجية للتعليم الأولي تابعة لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين”.

وأكد بن يدير أن الدراسات الطبوغرافية والتقنية الخاصة بهذه البناية أنجزت، وسيتم هدم البناية وبناء مدرسة للتعليم الأولي مكانها، لافتا إلى أن “المديرية الإقليمية للتربية والتعليم بتنغير تنتظر بداية الأشغال في القريب العاجل”.

من جهته، قال مصدر من عمالة تنغير إن البناية التي تم تسليمها لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين، ستتم إعادة بناء مؤسسة للتعليم الأولي مكانها ستكون نموذجية على مستوى الإقليم، مضيفا أن عامل الإقليم منذ قدومه أعطى أهمية كبيرة لموضوع التعليم الأولي باعتباره من الأوراش الملكية وركيزة من ركائز تطور التعليم.

وتابع المصدر ذاته أن البناية سيتم تنظيفها قبل الشروع في هدمها وإعادة بنائها، مشيرا إلى أن المسؤول الأول على الإقليم بدوره غير راض على الوضعية الحالية لهذه البناية، خاصة بعد علمه بالحالة الكارثية التي توجد عليها، موضحا أنه سيتم تنظيم حملة نظافة بهذه البناية في الأيام المقبلة.

hespress.com