يخوض مكفوفون اعتصاما مفتوحا أمام مقر فرع مراكش للمنظمة العلوية لرعاية المكفوفين بالمغرب، منددين بما وصفوه بـ”طغيان المكتب المسير واستهتاره”، ومطالبين برحيل رئيسته ومحاسبتها.

لكن أعضاء مكتب فرع المنظمة ذاتها بمراكش استغربوا مطالب المحتجين “الذين لم يعد لهم الحق في الإقامة بهذه المؤسسة التي خصصت للمتمدرسين من المستوى الابتدائي إلى السنة الثانية بكالوريا من التعليم الثانوي التأهيلي”.

وأوضحت لطيفة بلالي، رئيسة فرع المنظمة بمراكش، أن المحتجين من الرجال والنساء المكفوفين لا يحق لهم الاستفادة من السكن بالغرف الداخلية لمعهد أبي العباس السبتي، مستشهدة بمذكرة للمكتب المركزي تنص على ذلك.

ونفت لطيفة بلالي، في تصريح لهسبريس، إغلاق باب الحوار أمام هذه الفئة من المكفوفين ممن لا ينتمون إلى المعهد تربويا أو تنظيميا، وكذبت ما يروج حول مشروع تنموي لفائدة المعطلين بغلاف مالي قدره 700000 درهم، مؤكدة أن الإدارة لم تتوصل بدرهم واحد من الجهات المسؤولة عن المشاريع ولا من أي جهة أخرى.

وواصلت المتحدثة ذاتها: “لم يعرقل المكتب المسير الذي يتكون من مكفوفين ومبصرين أي مشاريع مبرمجة لفائدة بعض المحتجين، لأن ذلك يخضع لمراقبة وتتبع المكتب المركزي للمنظمة، ومصالح ولاية جهة مراكش أسفي”، نافية تهمة تعريض المستفيدين للقمع والتعذيب.

وبالنسبة لأعضاء مكتب المنظمة المذكورة بمراكش فإن طرد المحتجين من معهد أبي العباس السبتي تم من طرف السلطات العمومية، وبأمر من وكيل الملك بمراكش، وأكدوا أنهم مستعدون للمحاسبة إذا ثبت إخلالهم بالقانون، ويرفضون الخضوع لما نعتوه بـ”الابتزاز من طرف من يصطادون في الماء العكر”.

وخلال زيارة إلى المحتجين قامت بها هسبريس أوضح الحسين أدلال، مكفوف معطل، أن “هذا المكتب لم يقدم الكثير منذ تكليفه، من قبيل الوسائل اللوجستيكية والتعلم”. أما المكفوفة نادية العفوي فأشارت إلى أن الاعتصام يخوضه طلبة وتلاميذ احتجاجا على “شتى وسائل القمع والتعذيب اللذين يسودان بهذا المعهد”، حسب تعبيرها.

وتابع المحتجون بأن رئيسة المنظمة أخلفت بوعودها وأصبحت تصفهم بالغرباء، وهددوا بالتصعيد، مؤكدين أن الاعتصام مستمر “لأن المنظمة مؤسسة للرعاية يستفيد منها الأسوياء ويحرم منها المكفوف”، حسب تعبيرهم.

وخلال حديثه لهسبريس اشتكى التلميذ الكفيف عماد أماكي من غياب الأدوات المدرسية، والحواسيب التي أضحت ضرورية لمتابعة التعليم الذاتي في ظل الجائحة، ومن سوء التغذية؛ فيما طرح المكفوف المعطل هشام حسني تراجع الرئيسة عن إنجاز مشروع بغلاف مالي 700000 درهم سبق أن وعدت بإخراجه إلى حيز الوجود.

وأضاف حسني: “وعد فرع المنظمة الطلبة بتوفير جناح خاص للسكنى، لأن الحي الجامعي لا يتوفر على الولوجيات، وطلب منهم البقاء في المعهد إلى حين إيجاد حل”.

ومن المطالب التي صدحت بها حناجر المعتصمين إصلاح المصحة التي تعرضت للإتلاف، وتوفير مقررات دراسية وتحسين التغذية وإحداث مطبعة براين لطباعة الكتب، وتوفير الوسائل لتلقي دراستهم في ظروف جيدة، وتوفير جناح للسكن.

hespress.com