الجمعة 13 نونبر 2020 – 13:00
قافزة نحو المرتبة الثانية في عداد النسخة المغربية من فيروس كورونا، تواصل مدينة سلا حصد مزيد من الإصابات خلف مدينة الدار البيضاء، فاتحة بذلك الباب أمام مستقبل مبهم في ظل امتلاء مستشفى مولاي عبد الله عن آخره.
وتكفي جولة سريعة بمدينة القراصنة للوقوف على حجم الاستهتار الذي يطبع علاقة عدد من السلاويين بالإجراءات الاحترازية، خصوصا في ما يتعلق بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي داخل الأسواق والأحياء الشعبية المنتشرة بكثرة.
وفي أحياء الواد والانبعاث والشيخ المفضل، يقيس المار بها حجم الهوة بين التعليمات الدورية للسلطات والسلوك اليومي للمواطنين، كما أن وسائل النقل تشهد اكتظاظا كبيرا، بداية بخطوط الترامواي إلى الحافلات التي تنقل المسافرين من وجهات متفرقة.
وإلى حدود اللحظة، ما تزال سلطات المدينة تبحث عن صيغة ناجعة لتقليص عدد الإصابات بكورونا المتراكمة يوما بعد يوم، خصوصا أمام قلة فرص التطبيب والمخاوف من أن يضرب الفيروس قلب المنظومة الصحية، من أطباء وممرضين يكابدون مشاق تدبير الوضع الخطير.
التهامي بلمعلم، ناشط جمعوي بمدينة سلا، حدد مشكل المدينة في “عدم احترام المواطنين للإجراءات الاحترازية، رغم الحملات الدورية للسلطات”، مؤكدا أن “أبسط تدابير الوقاية تغيب عن أحياء الواد والشيخ المفضل والانبعاث وحي كريمة”.
وأضاف بلمعلم، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “الناس عادة لا يرتدون الكمامات ولا يغسلون الأيدي، كما أن أغلب شوارع الأحياء الشعبية ضيقة، ويحتلها الباعة الجائلون”، متأسفا لما وصلت إليه مستشفيات المدينة من إغلاق واكتظاظ.
وأشار الفاعل المدني بمدينة سلا إلى أن “التلقيح بدوره يواجه بموجة شكوك غريبة، رغم أن الدولة عملت على اقتنائه”، مسجلا أن “الوضعية في تدهور مستمر؛ فالأسواق والمقاهي لا تحترم التدابير، وسلا في طريقها للعودة إلى الحجر الصحي”.
والسبب الأول في ذلك، حسب المتحدث، هو “خيار إحياء شعيرة عيد الأضحى، وما تلاه من كثرة الدخول والخروج”، مؤكدا أن “وتيرة الإصابات بالمدنية كانت مستقرة قبل ذلك، لكن أمام هذا المعطى وعدم اكتراث السكان بأن الوقاية خير من العلاج، تفاقم الوضع”.