على إثر تدهور الوضع الصحي بالعاصمة الاقتصادية نتيجة تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، إلى جانب ارتفاع عدد الوفيات جراء الجائحة، تحركت فعاليات المجتمع المدني من أجل الضغط على السلطات الصحية لتصحيح الوضع وانقاذ ما يمكن انقاذه.

وشرع ما يزيد عن مائة جمعية على صعيد الدار البيضاء في عقد اجتماعات تنسيقية لدفع السلطات بالمدينة إلى إنقاذ الوضع الصحي، لا سيما في ظل تزايد تسجيل الوفيات في صفوف البيضاويين بسبب “كوفيد-19″، ناهيك عما يتسرب من أخبار عن غياب العناية داخل المراكز الاستشفائية الخاصة بالمصابين بهذا المرض.

وعقدت لجنة اليقظة الصحية المشكلة من ممثلي جمعيات المجتمع المدني، أمس الأربعاء، اجتماعا خصص لمناقشة الوضعية الوبائية بالدار البيضاء، قصد التنسيق لملاقاة المسؤولين والتنديد بالوضع الكارثي الذي تعيشه المنظومة الصحية ومعاناة البيضاويين اليومية للبحث عن أسِرّة بالمستشفيات للعلاج من كورونا.

وقال يوسف بوخشبة، عضو لجنة اليقظة الصحية، إن جمعيات الدار البيضاء “متذمرة من الوضع الصحي بالمدينة ومن تزايد عدد الإصابات والوفيات في صفوف البيضاويين بكورونا، في ظل غياب رؤية واستراتيجية واضحتين من المسؤولين على القطاع لوقف هذا النزيف”.

ولفت بوخشبة الذي يشغل رئيسا لجمعية مستقبل الدار البيضاء، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى كون الوضع الصحي بالمدينة متأزم، قائلا إن “الوضع كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى”، مضيفا: “ندرك أنه وباء عالمي، ونلحظ تجند الكل لمواجهته، بما فيه الوزارة، لكن نلحظ أن هناك خصاصا كبيرا، وإهمالا للمواطنين يتحمله المسؤولون، وعلى رأسهم المديرية الجهوية للصحة بجهة الدار البيضاء سطات”.

وشدد المتحدث نفسه على أن تدبير المديرة الجهوية للصحة، نبيلة الرميلي، للوضع، “له ما له وعليه ما عليه، لكن اللامبالاة تبقى هي الكارثة التي يعرفها القطاع”، مشيرا إلى كون الجمعيات ستعمل على مراسلة مختلف المسؤولين وعقد لقاءات مستعجلة معهم للخروج بتصور ينقذ الدار البيضاء من هذا الوضع الوبائي الخطير.

ويأتي تحرك جمعيات المجتمع المدني بالدار البيضاء بناء على التدهور الذي يعيشه القطاع الصحي بسبب تفشي الوباء، والذي لم تحد منه الإجراءات التي اتخذتها السلطات الولائية عقب قرارات الحكومة، وفي وقت يزداد فيه الوضع سوءا وينتظر أن يسوء أكثر خلال فصل الشتاء كما يؤكد ذلك مجموعة من الأطباء والمختصين.

hespress.com