مواصلة حمل القانطين، تشهد مياه الأطلسي هذه المرة زفا كبيرا للمغاربة عبر قوارب الموت صوب جزر الكناري؛ فعلى امتداد الأيام القليلة الماضية، عرفت المنطقة موجة تنقلات غير شرعية كبيرة صوب إسبانيا عبر السواحل الجنوبية للمملكة.

وتشهد جزر الكناري، بكبرى حواضرها لاس بالماس، وصول عدد كبير من القوارب، وفق شهادات ناجين تحدثت إليهم هسبريس، والانطلاقة عادة ما تكون من سواحل مدينتي طانطان والداخلة التي تتقاطر منها قوارب تمكنت البحرية الملكية من إنقاذ بعض ركابها.

يحكي أحد الواصلين إلى لاس بالماس أن انطلاقتهم كانت يوم الجمعة الماضي من منطقة أعريش بالداخلة، وقد تمكنوا من الوصول إلى الوجهة يوم الأحد، موردا أن عدد الواصلين يناهز 300 يوميا، يستقبلون من طرف الصليب الأحمر الإسباني.

وأضاف المتحدث أن الواصلين يقيمون داخل مخيم بالسواحل البحرية في ظروف صعبة، وبعدها تجرى لهم تحليلات فيروس كورونا، ويتوجهون صوب الفنادق التي يتبدل فيها الوضع إلى الأحسن بتوفر الحمامات والوجبات كاملة.

عبد الله بوشطارت، فاعل مدني بمنطقة سيدي إيفني، قال إن “تصريحات رسمية إسبانية تؤكد أنه خلال هذا العام فقط، من يناير إلى نونبر الجاري، وصل إلى جزر الكناري 555 قاربا يحمل مهاجرين سريين، بمجموع حوالي 17000 مهاجر سري”.

وأضاف بوشطارت، في تصريح لجريدة هسبريس، أن “هذا ما تسبب في مشاكل كثيرة؛ أولها الازدحام داخل المخيمات التي تم تجهيزها لاستقبال المهاجرين، ومراكز الإيواء، والآن المصالح الإسبانية تتحدث عن فتح 17 فندق لإيواء هؤلاء”.

واعتبر المتحدث أن هذه الظاهرة ليست جديدة في المغرب وإنما تفاقمت كثيرا وبحدة كبيرة مؤخرا، “بسبب تفشي البطالة وانعدام فرص الشغل بشكل كلي أمام الشباب، بالنظر إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية العميقة، إضافة إلى الاختناق السياسي الذي يعرفه المغرب”.

وأشار بوشطارت إلى أن “الشباب المغربي يائس جدا، ولم يعد يثق نهائيا في الخطابات الرسمية والبرامج الحكومية”، مسجلا أن “السياسيين يزرعون الوهم ويكذبون ويتناطحون فيما بينهم حول المناصب الحكومية والمقاعد الانتخابية”.

وأكمل الفاعل المدني تصريحه لهسبريس قائلا إن “مشكل الهجرة السرية في المغرب مشكل بنيوي عميق له ارتباطات عديدة؛ أولها بالسياسة، ثم بالتدبير الحكومي للقطاعات المهمة والحيوية، منها التعليم والاقتصاد والاستثمار والتشغيل”.

hespress.com