بترقب وحيرة، ينتظر الآلاف من الشباب المغربي، ذكورا وإناثا، الإفراج عن لوائح الناجحين في مباريات التعاقد الخاصة بقطاع التربية الوطنية؛ فأمام قلة فرص الشغل لخريجي الجامعات، يبقى الرهان معلقا على ولوج فضاءات التدريس من بوابة الأكاديميات.

وبدأت أكاديميات المملكة في الإفراج عن نتائج الامتحانات الكتابية، في انتظار المرور إلى الاختبارات الشفوية التي ستجرى في وقت لاحق وفق معايير أخرى، ترتبط بالحضور النفسي والذكاء الاجتماعي الخاص بكل مترشح للمباراة.

وشهدت المباراة الأخيرة التي نظمتها وزارة التربية الوطنية مشاركة قياسية، حيث زاد عدد المترشحين عن 288 ألف مترشحة ومترشح، فيما لم يتعدَ عدد المناصب التي تباروا عليها 17 ألف منصب.

ويحكي (ع.ل)، مترشح لمباراة التعليم الابتدائي بإقليم الصويرة، أنه أمام الفرصة الأخيرة بعد أن ذاق مرارة الدراسة بالجامعة، وبعدها أشهرا من البطالة المزمنة، مقرا بأن التعاقد خيار مفروض بالنظر إلى غياب الصيغة العادية للمباراة.

عبد الغني الراقي، الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم، أورد أن المسألة مرتبطة كلها بالشغل والبطالة والبحث عن عمل، مؤكدا أن الأعداد تكشف بالملموس طبيعة العرض القليل والطلب الكثير، وضرورة النظر في هذه المعضلة الحقيقية.

وأضاف الراقي، في تصريح لهسبريس، أن “سؤال: إلى أين سيذهب الراسبون؟ سؤال يعني الدولة؛ فقطاع التعليم يمتص أعدادا كبيرة، لكن البلاد لا تفتح آفاقا كثيرة للمواطنين، وبالتالي تتعزز فكرة الهجرة بعيدا عن المغرب بشتى الطرق”.

وأشار القيادي النقابي، في الكونفدرالية الديمقراطية للشغل إلى أن أزمة التشغيل قائمة بالمغرب، معترفا بكون نظام التعاقد أضر كثيرا بجودة قطاع التعليم، مستغربا الانتقادات التي تطال الأساتذة مع أن “احتجاجاتهم تأتي لتحسين ظروف العمل”.

وأوضح المتحدث أنه “في أي قطاع كيفما كان، بعد فترة معينة، يخرج الناس للمطالبة بتسوية وضعيتهم”، معتبرا أن “الأساتذة الجدد سيلتحقون بدورهم بالاحتجاجات، وْهادي بْلادهمْ مَكَيْتْفَوْبر عليهم أحد”، على حد قوله.

hespress.com