قبل 10 دقيقة
من المقرر أن تبدأ فيسبوك بالدفع لناشري الأخبار في المملكة المتحدة مقابل بعض المقالات، مع إطلاق خدمة فيسبوك نيوز في يناير/ كانون الثاني.
وتضيف الميزة علامة مخصصة لتبويب الأخبار إلى تطبيق فيسبوك، وكان قد تم إطلاقها بالفعل في الولايات المتحدة.
ويقول موقع فيسبوك إنه “سيدفع أموالاً للناشرين مقابل المحتوى غير الموجود على المنصة” وإنه سيعطي الاولوية للتقارير الأصلية.
يأتي ذلك بعد سنوات من التوتر بين فيسبوك وناشري الاخبار الذين دأبوا على اتهام الموقع بـ”سرقة” المحتوى.
غير أن المئات من منافذ الأخبار تقدمت بالفعل للحصول على الخدمة الجديدة، كما يقول فيسبوك.
ومن بين هؤلاء ناشرون مثل هيرسيت ( كوزموبوليتان وأل و إسكوراير)، ومجموعة غارديان ميديا، وعملاق الصحف الاقليمية جي بي أي ميديا ووكالة أنباء ميدلاند نيوز.
ويقول فيسبوك إنه يتوقع انضمام المزيد من الناشرين بعد إطلاق الخدمة.
وستكون علامة تبويب الأخبار متاحة على تطبيق الهاتف فقط، لا على متصفح الويب.
ويقول فيسبوك إن إطلاق الخدمة في الولايات المتحدة أظهر أن 95% من حركة المرور إلى ناشري الأخبار عبر فيسبوك نيوز تعود لقراء جدد “لم يتفاعلوا مع منافذ الأخبار تلك في الماضي”.
وربما يبدو ذلك واعداً بالنسبة لمنافذ الأخبار التي تحاول زيادة جمهورها على فيسبوك، في وقت لا تمثل فيه الحسابات الإخبارية سوى نسبة 4% من “موجز الأخبار” للمستخدمين.
وتعد الصفقات التي أبرمت بين فيسبوك والناشرين غير علنية، وبالتالي لا يُعرف إلى مدى يمكن أن تكون مُربحة بالنسبة لمنافذ الأخبار المتعثرة.
غير أن الجهود السابقة لاستقطاب الناشرين لم تكن دوماً ناجحة. فعلى مر السنوات، شجع فيسبوك ناشري الأخبار على إنتاج مقاطع مصورة لصالح المنصة، وقام بتغيير الخوارزميات التي تحكم موجز المستخدم على حساب الأخبار.
كما حاول حث الناشرين على استخدام خاصية المقالات الفورية التي تقيد الإعلانات والخصائص الأخرى على موقع الناشر.
تحليل أمول راجان -محرر شئون الإعلام
يشدد فيسبوك دوما على أنه لا يريد اتخاذ قرارات تحريرية. ويستعين بمصادر خارجية لتقصي الحقائق مثل مؤسسة فول فاكت، كما سيستعين بمؤسسة تدعى ” أبداي” لإدارة خدمة الأخبار، وستتولى إبراز الأخبار “الموثوقة” و “ذات الصلة”، بناء على قرار محرر في ذلك اليوم.
وتتخذ هذه المبادرة منعطفاً تجاريا، إذ أن شركة فيسبوك كانت دائماً ما توجه المرور إلى الناشرين، لكن هذه هي المرة الأولى التي ستدفع فيها إليهم أموالاً مقابل عملهم.
وكانت مؤسسات مثل News UK المملوكة لروبرت ميردوخ إلى جانب ناشرين محليين آخرين يجادلون لأكثر من عقد من الزمان بأن شركات التكنولوجيا العملاقة تنشر محتواهم دون دفع مقابل، معتبرين ذلك استغلالا.
ومن شأنه خطوة فيسبوك أن تضعف هذه الحجة.
ومن ضمن الناشرين الذين سيدفع لهم فيسبوك المال أسماء محلية تواجه صعوبات، ويتوقف مستقبلها على اهتمام الجمهور بعملاق التكنولوجيا الذي يتخذ من ولاية كاليفورنيا مقراً له.
وكان مارك زوكربيرغ الرئيس التنفيذي لفيسبوك يصر حتى عام 2018 على أنه لن يدفع أموالاً للناشرين مقابل المحتوى.
وتمثل الخطوة الأخيرة إشارة واضحة للجهات التنظيمية في بريطانيا، تقول إن شركة فيسبوك مستعدة للاستثمار في القضايا العامة كالصحافة، شريطة أن تكون البيئة التنظيمية مواتية.