• نافين سينغ خادكا
  • مراسل شؤون البيئة لبي بي سي

قبل 55 دقيقة

يعتقد بعض خبراء الجيولوجيا أن زلزالا في عام 2015 ربما أدى إلى حدوث تغيير في ارتفاع الجبل

التعليق على الصورة،

يعتقد بعض خبراء الجيولوجيا أن زلزالا في عام 2015 ربما أدى إلى حدوث تغيير في ارتفاع الجبل

أعلنت نيبال والصين تسجيل ارتفاع جديد لجبل إفرست، أعلى قمة في العالم، بزيادة قدرها 86 سم مقارنة بالارتفاع الرسمي المعلن سابقا.

وسجل الارتفاع الجديد للجبل 8848.86 مترا (29032 قدما)، ويختلف الخبراء حتى الآن بشأن إضافة غطاء الثلج على قمة الجبل من عدمه.

وكان القياس الرسمي السابق للصين 8844.43 مترا قد جعل الجبل أقل بأربعة أمتار مقارنة بالقياس الرسمي لنيبال.

ويقع جبل إفرست على الحدود بين الصين ونيبال.

وقال مسؤولون في وزارة الخارجية النيبالية وقسم المسح إن خبراء من البلدين نسقوا الجهود للاتفاق على الارتفاع الجديد.

وشهدت زيارة الرئيس الصيني، شي جين بينغ، إلى العاصمة النيبالية كاتماندو العام الماضي الاتفاق على الإعلان المشترك للقياس الجديد لأعلى قمة على وجه الأرض.

لماذا حدث اختلاف عن الارتفاع الرسمي السابق؟

كانت السلطات الصينية قد أعلنت في وقت سابق أن جبل إفرست يجب قياسه بارتفاعه الصخري. واعترضت السلطات النيبالية على ذلك، وقالت إنه يلزم احتساب الثلج فوق قمة الجبل.

واستطاع مساحون صينيون حساب أرقامهم بعد قياس الجبل في عام 2005.

جبل إفرست

وقال مسؤولون في الحكومة النيبالية لبي بي سي في عام 2012 إنهم يتعرضون لضغوط من الصين لقبول الارتفاع الصيني، لذا قرروا إجراء قياس جديد “لوضع الأمور في نصابها مرة واحدة وإلى الأبد”.

وكانت هيئة المساحة الهندية قد حددت عام 1954 ارتفاع جبل إفرست بـ 8848 مترا، وهو القياس الذي تبنته نيبال، ولكن هذه تعد المرة الأولى التي تجري فيها البلاد قياسها الخاص للقمة.

وقضى أربعة من مساحي الأراضي النيباليين عامين في التدريب على المهمة، قبل الذهاب إلى قمة الجبل.

وقال دامودار داكال، المتحدث باسم إدارة المسح النيبالية، لبي بي سي: “لم نقم من قبل بإجراء القياس بأنفسنا”.

وأضاف داكال: “الآن بعد أن أصبح لدينا فريق فني من الشباب (يستطيع الذهاب إلى قمة إفرست)، يمكننا إجراء ذلك بأنفسنا”.

فريق من المساحين الصينيين

التعليق على الصورة،

فريق من المساحين الصينيين وصلوا إلى قمة الجبل في مايو/أيار الماضي

وكان خيملال غوتام، كبير مساحي نيبال، قد فقد إصبع قدمه العام الماضي بسبب الصقيع القارس خلال فترة وجوده على قمة الجبل لتركيب معدات قياس الارتفاع.

وقال غوتام لبي بي سي نيبال بعد عودته: “يعني تسلق أعلى قمة للجبل بالنسبة لهواة التسلق الكثير، أما بالنسبة لنا، فهي مجرد بداية”.

وأضاف: “على عكس المسوح الأخرى السابقة لجبل إفرست، اخترنا الساعة الثالثة صباحا لتقليل الأخطاء التي قد تحدث بسبب ضوء الشمس نهارا”.

لماذا أثار الارتفاع حالة من الجدل؟

قال بعض خبراء الجيولوجيا إن زلزالا كبيرا في عام 2015 ربما أثر على ارتفاع جبل إفرست، وكان الزلزال الذي بلغت شدته 7.8 درجة قد أودى بحياة نحو تسعة آلاف شخص في نيبال، وتسبب في انهيار جليدي طمر أجزاء من معسكر عند سفح الجبل، مما أسفر عن مقتل نحو 18 متسلقا.

وقال بعض الخبراء إن الزلزال ربما تسبب في تراجع الغطاء الجليدي على قمة إفرست.

خبراء مسح من نيبال

التعليق على الصورة،

اثنان من المساحين النيباليين وصلا إلى قمة إفرست لإجراء القياس

ورصد العلماء تراجع ارتفاع بعض قمم جبال الهيمالايا الأخرى بنحو متر بعد الزلزال مثل جبال لانغتانغ هيمال، ومعظمها تقع شمال كاتماندو وعلى مقربة من مركز الزلزال.

واعترض آخرون وقالوا إن جبل إفرست، مثل قمم جبال الهيمالايا الأخرى، ربما يكون قد نما بالفعل بمرور الوقت بسبب الصفائح التكتونية المتغيرة أسفله، بيد أن خبراء يقولون إن الزلازل الكبيرة يمكن أن تؤدي إلى عكس ذلك.

وقال داكال: “كان زلزال 2015 أيضا سببا رئيسيا لإعادة قياس (ارتفاع) الجبل”.

كيف أعيد قياس ارتفاع جبل إفرست؟

تُقاس ارتفاعات الجبال بتحديد متوسط مستوى سطح بحري كقاعدة، لذا فإن الأمر لا يتعلق بتحديد موقع القمة بقدر ما يتعلق بموقع السفح.

واستعانت نيبال بخليج البنغال كمستوى سطح بحري لها، بيد أن الهند كانت أجرت بالفعل عملية مسح نقطة أقرب إلى إفرست، بالقرب من الحدود الهندية النيبالية، من الخليج، وزودت خبراء المسح النيباليين بالارتفاع عند تلك النقطة.

ومن هناك أنشأت نيبال شبكة من محطات خط البصر، تمتد ما يقرب من 250 كيلومترا إلى النقطة التي يصبح فيها إفرست مرئيا أول مرة، مما أدى إلى إنشاء سلسلة من النقاط التي يمكن قياسها وإضافتها.

واستعان المساحون الصينيون، وفقا لصحيفة “تشاينا ديلي” الحكومية، بالبحر الأصفر في مقاطعة شاندونغ شرقي البلاد كقاعدة لمستوى سطح بحري.

جبل إفرست من موقع على الجانب الصيني

التعليق على الصورة،

تقول وسائل إعلام صينية إن بكين استخدمت البحر الأصفر كقاعدة لمستوى البحر لقياس ارتفاع إفرست

كما استعان مساحو الفريقين بحساب المثلثات لحساب ارتفاع القمة، فالمعادلات التي استخدموها تحسب ارتفاع المثلث بضرب قاعدته في زواياه.

ولكن بالنسبة لجميع الأعمال النظرية الأرضية، يظل ذهاب شخص إلى قمة الجبل أمرا بالغ الأهمية، وصعد مساحون نيباليون إلى قمة الجبل العام الماضي، بينما صعد مساحون صينيون في مايو/أيار، وأصبحوا الفريق الوحيد الذي يصل إلى القمة في عام 2020، بعد أن علقت نيبال جميع الرحلات الاستكشافية بسبب جائحة فيروس كورونا، وحظرت الصين المسافرين الأجانب.

وقال مسؤولون نيباليون إنهم استخدموا 12 قمة منخفضة مختلفة بحثا عن قمة إيفرست لحساب المثلثات، لتحقيق نتيجة أكثر دقة، وذكرت وسائل الإعلام الصينية أن المساحين الصينيين استخدموا نفس الطريقة.

وقال جيانغ تاو، باحث مشارك في الأكاديمية الصينية للمسح ورسم الخرائط، لصحيفة “تشاينا ديلي” الحكومية: “بمجرد وضع منارة المساح على قمة الجبل، استطاع المساحون في المحطات الواقعة حول القمة قياس المسافة من النقاط الست إلى المنارة، مما يعني أنه أمكن حساب ستة مثلثات على الأقل لتحديد ارتفاع الجبل”.

كما استعان الجانبان في حساباتهم بأنظمة الملاحة العالمية عبر الأقمار الصناعية للحصول على بيانات الارتفاع من خلال العديد من أجهزة الاستقبال.

مواطنون من وادي لانغتانغ

التعليق على الصورة،

وجد العلماء أن سلسلة جبال لانغتانغ انخفضت بنحو متر نتيجة زلزال 2015

وكانت الصين قد أجرت في الماضي قياسين لارتفاع جبل إفرست، الأول عام 1975 والثاني عام 2005.

واستطاع أعضاء فريق المسح الثاني تثبيت نسخة صينية من جهاز تحديد المواقع “جي بي إس” على القمة، وفقا لقاعدة بيانات الهيمالايا.

واستعان المساحون الصينيون هذه المرة بنظام “بي دو” للملاحة عبر الأقمار الصناعية، والذي يُعتقد أنه منافس لنظام تحديد المواقع العالمي “جي بي إس” الذي تملكه الولايات المتحدة.

وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا” أنه من خلال “استخدام النظام، يمكن قياس عمق الثلوج والطقس وسرعة الرياح للمساعدة في مراقبة الأنهار الجليدية وحماية البيئة”.

واستعان المساحون النيباليون بنظام تحديد المواقع العالمي لإجراء حساباتهم.

وقال داكال لبي بي سي: “عالجنا هذه البيانات بمنهجية مقبولة دوليا لتحديد ارتفاع جبل إفرست”.

بي بي سي العربية