أعطى كل من سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي الناطق الرسمي باسم الحكومة، وجميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأُسْرة، اليوم الخميس، الانطلاقة الرسمية لبرنامج “يُسْر”، الذي سيستفيد منه نخبة من أطر منظومة التربية والتكوين، على مدى ثلاث سنوات، بالإضافة إلى أطر القطاعات المعنية الأخرى.

وحسب ما أعلن عنه أمزازي، فإن هذا البرنامج العلمي المهم يأتي لدعم ومواكبة الأشخاص في وضعية إعاقة، لا سيما “الديسليكسيا” واضطرابات التعلم الخاصة، وقد أنجز بشراكة مع الجمعية المغربية لـ”الديسليكسيا” ودعم من وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة.

من جانبها، قالت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، إن “البرنامج الأول من نوعه يأتي في سياق إيجابي للنهوض بحقوق الأشخاص في وضعية إعاقة. كما يعد ثمرة مجهودات طويلة ساهم فيها مختلف الفاعلين المعنيين بالإعاقة، وفق التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده”.

وشددت الوزيرة على أن “هذا البرنامج، الذي يمتد على 3 سنوات والذي يأتي في إطار شراكة بين وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة والجمعية المغربية لـ”الديسليكسيا”، يهدف إلى المساهمة الفعلية في الارتقاء بجودة خدمات الدعم والمواكبة بهذه الفئة؛ فهو سيمكن من تكوين 50 مكونا خبيرا، بتكوين نظري وتطبيقي، يغطون التخصصات ذات الصلة بالمجال”.

وفي هذا السياق، أشادت المسؤولة الحكومية بالجمعية المغربية لـ”الديسليكسيا” وباقي الجمعيات على الجهود التي بذلت لإعداد هذا البرنامج والمساهمة في تنزيله، من خلال انتقاء الأطر وكذا الخبراء الدوليين الذين سيتولون التأطير والمواكبة وفق المعايير والأساليب المعتمدة”.

وأبرزت الوزيرة أنه من خلال إسقاط إحصائي للمنظمة العالمية للصحة، فإن 08 إلى 10 في المائة من الأطفال المتمدرسين هم من ذوي “الديسليكسيا” بكل أشكالها، مضيفة بالقول “إن عدد الأطفال ذوي “الديسليكسيا” يتراوح بين 560 ألفا و700 ألف طفلـ(ة)”.

وأوضحت المصلي أن الدراسات واللقاءات الدراسية مع الجمعيات المتخصصة في المجال بيّنت افتقار العديد من الأسر لتشخيص مبكر ومتكامل حول اضطراب “الديسليكسيا”؛ وضعف الخدمات المقدمة لأطفال “الديسليكسيا”؛ وكذا ارتفاع نسبة الهدر المدرسي بسبب افتقار المنظومة التربوية للمناهج والأساليب التعليمية الملائمة لتعليم هذه الفئة؛ إضافة إلى الافتقاد للخبرة اللازمة في مجال إعاقة “الديسليكسيا” والاضطرابات المصاحبة لها.

وقالت سميرة الغريب، رئيسة الجمعية المغربية لـ”الديسليسكيا”، إن الهدف من “البرنامج الوطني “يسر” هو الارتقاء بوضع الأطفال الذين يعانون من “الديسليسكيا”؛ وهي “إعاقة خفية لا يأخذها الناس بعين الاعتبار وتؤدي إلى الهدر المدرسي”، موضحة أن من يعانون منها “لا يعرفون القراءة أو الكتابة حتى يتم طردهم من المدارس”.

وأوضحت الغريب أن الهدف من البرنامج هو تحسيس وإذكاء الوعي حتى لا يظلم هؤلاء الأطفال والنهوض بحقوقهم، موضحة أنه جرى خلال السنة الأولى للبرنامج تكوين 50 خبيرا في اضطرابات التعلم من قبل متعهدين أربعة فرنسيين وخبير حاصل على دكتوراه من بوسطن، تحت إشراف محمد مكاوي، المنسق الوطني لهذا التكوين، مفيدة بأنه سيتم الدمج ما بين التجربتين الفرنسية والأنكلوفونية وسيقبل هؤلاء الخبراء على اجتياز امتحان وتدريبات قبل الحصول على شهادة الخبرة.

وتابعت: “هؤلاء الخمسون خبيرا سيقومون بتكوين 150 ممارسا آخرين من أطر طبية وشبه طبية سيخضعون لتتبع لمدة ثمانية أشهر، وسيعملون أربع جهات في المغرب للقيام بالتشخيص لأطفال المملكة”.

ونبهت الغريب إلى أن البرنامج سيتضمن حملات تحسيسية لأسر الأطفال الذين يعانون من هذه الإعاقة الخفية، وإذكاء الوعي بقوافل تحسيسية ولقاءات لمعرفة كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وعدم شتمهم بكلمات الكسول أو غيرها، ناهيك عن تحسيس الأطر التربوية.

للإشارة، فاضطرابات التعلم الخاصة (الديسليكسيا)، والمصنفة اضطرابات عصبية دائمة تنعكس على الأداء والتحصيل الدراسي؛ وهو ما يتسبب في وضعيات تعيق عدم استكمال العديد من الأطفال لمسارهم التعليمية، ما يجعلهم عرضة للهدر المدرسي. وتعتبر “الديسليكسيا” ظاهرة كونية توجد في جميع الدول، كما توجد لدى جميع الطبقات الاجتماعية، وقد جرى إدراج هذه الاضطرابات ضمن التصنيفات التشخيصية الدولية للإعاقة.

hespress.com