“عندما سمعت منطقة قندهار، خيل إلي أن الأمر يتعلق بمنطقة مثل ما يتم تصويره في أفغانستان، يصعب الولوج إليها، أو التجول فيها، لكن الحقيقة عكس ذلك، فنحن في نقطة حدودية عادية مثل باقي النقط الحدودية في المملكة”، هكذا علق أحد السياسيين المغاربة الذين زاروا لأول مرة هذه المنطقة التابعة لإقليم أوسرد ترابيا.

فبعد شهر من العملية التي قادها الجيش المغربي من أجل “تنقية” المعبر الحدودي بين المملكة المغربية وجمهورية موريتانيا، حج المئات من المغاربة من كل الطيف السياسي والمجتمع المدني للتعرف على هذه المنطقة الحدودية، وإعلان الدعم للخطوة التي أقدمت عليها القوات المسلحة الملكية، والقاضية بوقف أعمال قطع الطريق التي اختارتها جبهة البوليساريو الانفصالية في محاولة منها لفرض أمر واقع جديد.

وتمكنت هسبريس التي زارت المعبر الحدودي من الوصول إلى الجانب الموريتاني، في المنطقة التي تعرف بقندهار، قاطعة الكيلومترات الفاصلة بين المغرب وجارته الجنوبية، ورأت التحول الكبير الذي وقع في المنطقة بعد تدخل الجيش المغربي وإعادة الأمور إلى نصابها، وما رافق ذلك من عملية “تزفيت” للمسافة الرابطة بين المملكة وجارتها الجنوبية موريتانيا.

وبالاقتراب من معبر الكركرات في الجانب المغربي تتراءى الطريق وهي تخترق ما تسمى بقندهار، وقد تمت تنقيتها بعدما شكلت إلى وقت قريب عائقا أمام المارين عبر الممر الحدودي، سواء الشاحنات أو السيارات.

وبدت علامات الفرح على سائقي الشاحنات التجارية، سواء المغاربة القاصدون للجارة الجنوبية أو نظراؤهم الموريتانيون، مؤكدين أن التحرك الذي قاده الجيش بهدف تأمين المعبر أحدث تحولا كبيرا في المنطقة، أنهى زمن “السيبة”، الذي حاولت العصابات التابعة لجبهة البوليساريو تأبيده عبر محاولة فرض الأمر الواقع على العابرين.

ومكنت الأشغال التي أقامها الجيش، بعد “تزفيت” ما يقارب خمس كيلومترات لأول مرة في هذا المعبر، من جعل العبور بين الجانبين المغربي والموريتاني أكثر سلاسة، وهو ما وقفت عليه هسبريس وطاقمها يعبر نحو البوابة 55 التابعة لموريتانيا.

وتم التخلص من المئات من السيارات والمتلاشيات التي فشل أصحابها في اختراق الحدود، إذ كانت تمثل نقطة سوداء في المنطقة الحدودية، وتخلق نوعا من الفوضى التي استغلتها العناصر الانفصالية عندما قامت بإنزال المنتسبين إليها وقطع الطريق بين المغرب وعمقه الإفريقي.

المعطيات التي كشفها أكثر من مصدر من داخل النقطة الحدودية تؤكد أن العملية التي قادها الجيش قبل شهر من الآن قلصت من تواجد المهربين وتجار المخدرات، الذين كانوا يتمركزون في هذه المنطقة مستغلين حالة الفوضى التي كانت عليها.

وساهم في كشف عمليات التهريب ما أصبحت تتسم به المنطقة من سلاسة في الحركة، إذ أصبحت قندهار مكشوفة على طول الخط الرابط بين المغرب وموريتانيا، وهو الأمر الذي فوت الفرصة على المهربين، وساعد في وقف العمليات غير القانونية التي كان المعبر الحدودي مسرحا لها.

هذا وعادت الحياة إلى طبيعتها في المعبر، سواء على مستوى المحلات التجارية والمقاهي أو محطات المحروقات التي عادت إلى وتيرة عملها العادية، بعد توقف اضطراري. “منذ أربعة أسابيع عدنا إلى ممارسة أعمالنا الاعتيادية كما كانت قبل قطع الطريق من طرف العناصر الانفصالية التابعة للجبهة”، يقول أحد مستخدمي محطة وقود لهسبريس.

hespress.com